يتضح لنا من الحديث السابق حرصُ النبي صلى الله عليه وسلم في دعــــــــــــــــائه على طلب الثبـــــــــــــــــــات على دين الله ، كما يتضح من الحديث ان الله تعالى وحده هو المعين على حصول الثبـــــــــــات والاستمرار عليه .
وهذا مما يؤكد على أن الثبات على دين الله مطلبٌ شرعي ، يجب أن يحرص المسلمُ على تحقيقه والاستمرارِ عليه ، خصوصا عند كثرة الفتن واختلافها . أيها الأحبة :
إن الثبات على طاعة الله ومنهجِه حتى الممات ، هو المخرج من غضب الله تعالى وعذابه ، لأن الإنسان إذا مات وهو منحرف عن الصراط المستقيم الذي شرعه الله لعباده ، فان مصيره الوقوعُ في جنهم والعياذ
بالله ، وهذه هي الخسارة التي ما بعدها خسارة ، يقول الله تعالى ( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) ..
لذلك حرص النبي صلى الله عليه وسلم على طلب الثبات ، مع أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، مما جعل أنسُ رضي الله عنه يشعر بان الأمر عظيم ، وان عدم الثبات ممكن لغير النبي
صلى الله عليه وسلم فسأله وقال له : يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ.. فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا ؟؟ فكان جوابه صلى الله عليه وسلم بقوله : نَعَمْ ..
فكيف بنا اخوة الإيمان ..؟؟ إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاف على الصحابة رضي الله عنهم وهم يعيشون في مجتمع نظيف طاهر ، فكيف بنا ونحن نعيش في عصر الفتن والمغريات .؟؟ أسأل الله العظيم
أن يتولانا برعايته وحفظه ، فالثبات على دين الله تعالى من أولى الأوليات التي ينبغي أن نستحضرها في إهتماماتنا ودعواتنا وصلواتنا ... كيف لا وقد رأينا بالأمس عندما كنا نتحدث عن الوصايا العشــــــــــــــــــر في
القـــــــــــــــــــــــرآن الكريم في سورة الأنعــــــــــــــــــــــام ، رأينا كيف يوصينا ربنا عز وجل ويأمرنا باتباع الصـــــــــــــــــراط المستقيم والتشبث به والثبات عليه والإبتعاد عن كل السبل التي يقف علي كل
واحد منهما شيطان رجيم يدعو اليها ، قــــــــــــــال الله عز وجــــــــــــــــل : { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } . .....
فمــــــــــــــــا هي أسباب الثبات على هذا الدين العظيم الذي لا يقبل الله يوم القيامة غيــــــــــــــــــــــره :
دعاءُ الله تعالى والاكثارُ من طلب التثبيت..كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وكما فعل الصالحون الذين ذكر الله تعالى دعاءهم بقوله (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ
) ندعوا بطلب الثبات لعلمنا بان قلوبَ العباد بيد الله يقلبها كيف يشاء ، ثم إنه سبحانه هو المثبت الحقيقي للمسلم كما وعد بذلك في قوله (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ، وَيُضِلُّ اللَّهُ
الثاني من وسائل الثبات القران الكريم .. الذي جعله الله تعالى مصدر الثبات للمؤمنين سواء بقراءته أو بتطبيق أحكامه وما فيه من أوامر، أو باستعراض ما فيه من قصص وعبر..يقول الله تعالى ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ
الله تعالى ، ومن اتبعه أنجاه الله تعالى ، ومن دعا إليه هدي الى صراط مستقيم ...
الثالث من وسائل التثبيت عمل الطاعات المختلفة ..قال تعالى ( وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا )سورة النســـــــاء 66... السبب الرابع : تدبر قصص الأنبياء والمرسلين ، ودراستها للتأسي
والعمل بها : ( وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك ) ، كإبراهيم عليه السلام ( قلنا يانار كوني بردا وسلاما على ابراهيم ) وموسى عليه السلام (فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا
لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين ) ، وفي كل قصة من قصص القرآن الكريم عبرة وثبات وتمسك بالحق ... السبب الخامس : ذكر الله تعالى : من أعظم وسائل التثبيت قال الله تعالى ( ياأيها الذين ءامنوا
اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا ) وفي قصة يوسف عليه السلام ( قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي ) ويونس عليه السلام الذي لبث في بطن الحوت ( {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى
يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) ......
أيها الإخـــــــــــــــــــــــــوة الكرام إن في ديننا أسباب كثيرة يسترشد به المسلم للثبات والإستمرارية على هذا الدين فالى جانب ما ذكرناه هناك : مصاحبة الأخيار ومجالستهم ... معرفة حقيقة الباطل وعدم
الإغتـــــــــــــــــرار به ... وآخــــــــــــــر ما أختم به هذه الخطبة المباركة قول الرسول صلى الله عليه وسلــــــــــــــــــم: ( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن - تملأ - ما
بين السماوات والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو ، فبائع نفسه ، فمعتقها أو موبقها ) رواه مسلم .
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنــــــــــــــا على دينك ....
مختلف المواقع الإســـــــــــــــــــــلامية
عبدالمجيد .عضو مميّز
عدد المساهمات : 1345 تاريخ التسجيل : 05/04/2010 العمر : 38 الموقع : ainzora24.com
موضوع: رد: الثبــــــــــــــات على الحق في زمن المتغيرات ... الجزء الثانـــــــــــــــــــــــــــــي ... الإثنين 14 مايو 2012 - 18:18
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنــــــــــــــا على دينك ....
أكرمك الله اخي عياذ
هدفي التخريب .عضو مميّز
عدد المساهمات : 294 تاريخ التسجيل : 03/07/2011
موضوع: رد: الثبــــــــــــــات على الحق في زمن المتغيرات ... الجزء الثانـــــــــــــــــــــــــــــي ... الثلاثاء 15 مايو 2012 - 1:25
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنــــــــــــــا على دينك .... بارك الله في لستاذ المنتدى
الثبــــــــــــــات على الحق في زمن المتغيرات ... الجزء الثانـــــــــــــــــــــــــــــي ...