حين تحول أئمة الدولة المغربية إلى عازفي بندير التنمية!

مايسة سلامة الناجي تكتب: حين تحول أئمة الدولة المغربية إلى عازفي بندير التنمية!

ما إن يختم الإمام صلاة ظهر الجمعة بالتحية والسلام، حتى ترى وجوه المغاربة المصلين قد تجهمت من فرط ما استهلك الإمام في خطبته من مصطلحات تمجيد وتقديس وتبجيل للنظام، ومن كثرة ما استعمل من عبارات تقديم الولاء عوض توحيد إله الأرض والسماء. وتمر علينا كل خطبة جمعة بدرس من دروس التربية الوطنية أو إيقاع من إيقاعات "بندير التنمية" مرة يطبل الإمام لعيد الشباب، ومرة يهلل لثورة الملك والشعب، ومرة يطالب باستقبال موظفي الإحصاء.

وحقيقة الأمر أننا لسنا ضد الخوض في هذه المواضيع داخل المسجد، علما بأن المسجد ليس "دار عبادة"، كما يحاول العلمانيون تسميته، إنما هو مدرسة وجامعة لتدريس علوم الدين والحياة. ولكننا ضد الانتقائية في الخطب، خاصة حينما يخرج قرار ملكي يمنع الخوض في السياسة داخل المساجد، حتى لا يتدخل الدين في تأطير سلوكيات السياسيين الناشزة عن الشرع الحنيف، وفي المقابل تجد المنبر أصبح مكانا للترويج لپروپاغندا عبادة النظام دونا عن الله الملك الرحمن.

الدين في بلادنا يا سادة لم يعد يُستعمل لما نزل لأجله، لتقويم الناس وتوجيه سياسات الدولة واقتصادها لما فيه نفع للبلاد والعباد، للنهي عن اقتصاد مؤسس على الربا، وثقافة مبنية على مهرجانات الرقص والانحلال، وسياحة مروجة بالجنس والپيدوفيليا، وسياسية شديدة على الشعب رحيمة بالغرب، إنما أصبح الدين هو دين الرأسمالية والصوفية التي تخدمها وزارة الأوقاف، الوزارة الأشبه بالكنيسة الكاثوليكية الرومانية في عصر الظلمات وملحقاتها من مجالس علمية ورتب موظفيها، التي جعلت الإسلام مسيرا هو الآخر بالطبقية، ورؤساءها الذين يكنزون الذهب والفضة ويقبضون من الدولة للترويج لسياسات الدولة الحداثية.

هكذا إذاً تحولت المساجد إلى دور لا دور لها في المجتمع، مساجد خرساء بكماء لا تبشر ولا تحذر ولا تحرم ما حرم الله. أبوابها مفتوحة وبجانبها وكالات الربا وفوق سمائها لافتات المغنيين القادمين للرقص عراة بالملايين وسط الفقر ودور الصفيح. مساجد تحكمها وزارة "التوفيق" الفاسدة التي تركت فقراء "الكاريانات" وذهبت تغدق الملايين على "الزاويات". مساجد جامدة حتى لو تجرأ سياسي على دين الله وأمر بتعديل القرآن وحذف آيات الإرث، حتى لو تجرأت قناة على هوية المغاربة وبثت الدعارة والفسق، مساجد خطبها خصصت لترهيب المواطنين للتصويت بنعم للدستور، ولإقالة الأئمة ومعاقبتهم ومحاكمتهم كلما نهوا عن الفساد والفجور.

المنابر لم ترفع للترويج للدستور والتصويت بنعم وتنويم الشعب في التقاليد والعادات، إنما رفعت لتوجه الناس وتقوّم الدولة ومسؤوليها وتحارب الفساد! فكفانا من إيقاعات بندير التنمية في الجرائد والإذاعات والقنوات وفي كل اتجاه، حتى إن فر المواطن إلى المسجد سمعها على منبر رسول الله!!

كلام دقيق
في الصيف ما قبل الماضي حضرت في بعض الخطب والله كانك تسمع نشرة اخبار
إن لم تخني الذاكرة لم يذكر فيها ولا حديث واحد

» إقتصاد عين زهرة
» ابتسم ولا تسأم.. فابتسامتك تحول اللون
» الجديد بعين زورة تحول الي خبر لا يرضي الساكنة
» هجوم الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي على تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام
» العروسة المغربية