يصف القرآن الكريم حالة خروجهم بدقة عالية حيث خرجوا بكل انواع الفخر والكبرياء والاستبداد، ولكنهم في الواقع خرجوا ليجدوا حتفهم ينتظرهم في ساحة بدر،
فهناك اناس يحرصون على الشهادة كمايحرصون هم على الحياة او اكثر،فميزان القوة والجبروت والظلم والتفسير المادي للنصرلا ينفع مع قانون قال عنه عزوجل:
(ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم)، فما اهون الخلق على الله عندما يخالفون امره.ثانيا : المعسكر الايماني المدني . علم المسلمون بخروج قريش قاصدين
اليهم فجمع عليه الصلاة والسلام كبراء الجيش وقال لهم:( ايها الناس ان الله قد وعدني احدى الطائفتين انها لكم: العير او النفير) وبعد مشاورات مع اصحابه قام
المقداد بن الاسود رضي الله عنه فقال؛(يارسول الله امضي لما امرك الله فوالله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى فاذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون
ولكن اذهب انت وربك فقاتلي انا معكما مقاتلون والله لو سرت بنا الى برك الغماد لجادلنامعك حتى نبلغه، فدعى له بخير) ، انها قمة الطاعة في اعلى القمم ،
هناك تدخل سعد ابن معاذ ليقول كلمته التاريخية:(كأنك تريدنا يارسول الله؟ فقال اجل فقال سعد :قد آمنا بك وصدقناك ، واعطيناك على ذلك عهودنا،
فامضي بما امرك الله، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحرفخضته لخضناه معك.......)
فاستبشر النبي صلى عليه وسلم خيرا وبعد مشاورات وتخطيطات أخذ الصحابة مكانهم بامر من رسول الله صلى عليه وسلم الذي رفع يديه قائلا:
(اللهم هذه قريش قد اقبلت بخيلائها وفخرها تحادك، وتكذب رسولك اللهم فنصرك الذ وعدتني به)، فلم تكن الا ساعة حتى هزم الجمع وولوا الدبر،
فقتل من المشركين الكثير وأسر منهم الكثير.هذه هي سنة الله في ارضه في كل زمان وفي كل مكان ، فلا مكان للظـــــــــالمين في ارض الله.
فاللهم اجعل عملي صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لاحد فيه شيئا.