ولما فشلت صناديد قريش واتباعها من الحاق الضرر برسول الله صلى عليه وسلم ،وذالك بحفظ الله له (والله يعصمك من الناس).كان لابد للمعسكر الشركي ان يلتجئ الى البنود السابقة ، فطلبوه عليه السلام حيا وميتا بجوائزمغرية وغالية فكان الفشل في كل خطواتهم حليفهم،وبذلك فقد ازدادوا غيظا وحسرة للدعوة المحمدية الجديدة.فكانت الفرصة السانحة لهم ـ باعتراض الصحابة لعيرهم العائدة من الشام ـ بان يغيروا بكل قواهم وبتوحيد صفوفهم مع قبائل متعددة حتى تكون لهم الضربة القاضية لمحمد عليه السلام ،ولصحابته رضي الله عنهم فيتنفسوا السعداء بان يطفئ نور الله عز وجل. فلنقف من بعيد ونرقب استعداد ونشاط وقوة ومعنويات الفريقين معا . اولا:المعسكر الشركي القرشي في مكة المكرمة وضواحيها . عندما يئس سادات قريش وصناديدها من اساليب التعذيب للمؤمنين وسياسة الاغراء المادية للنبي عليه السلام للتوقف عن دعوته والركون اليهم ، التجأوا الى لم صفوفهم بكل ما يملكون من قوة مادية ومعنوية استعدادا للانقضاض على المؤمنين في المدينة المنورة وهم ثلة قليلة هادفين الى تجفيف ينابيع الاسلام حتى يستتب لهم الامر ويعود الناس الى عبادة الاحجار التي نحتوها بايديهم في مكة المكرمة، والمحافظة على مكانتهم اللائقة ازاء القبائل ، ولندع القرآن الكريم يصف لنا ذلك الاستعداد القوي الذي هيؤوه لغزو المسلمين ،يقول الله جل وعلا:(ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما تعملون محيط وإذ زين لهم الشيطان اعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم )،