التاريخ : 22-7-2011
الموضوع: حاجة المسلم الى التربية الروحية
ان الحمد لله... ايها الاخوة :
الانسان مادة وروح يحتاج الى تغذية مادية كما انه يحتاج الى تغذية روحية
فالكثير منا لا يفكر الا في التغذية الجسدية والرياضة البدنية ولا يهتم بالتغذية الروحية والنفسية الا قليلا
فتفكيرنا في الليل والنهار ماذا ناكل ماذا نشرب ماذا نركب وماذا نملك من البيوت والقصور
اما ما يتعلق بالتغذية الروحية ولا نحاسب انفسناكم مرة ذكرنا الله في يومنا وليلنا كم مرة استغفرنا الله
كم تسبيحة سبحنا كم جزءا من القرءان قرانا لو حمل كل واحد منا معه الة التسجيل من الصباح الى ان
ان ينام للاحظ كم سيسجل عليه من الكلام الفارغ الذي لا فائدة منه اصلا او الكلام السيء الذي سنحاسب عليه
كالغيبة والنميمة والزور والبهتان وكم من كلمة تذهب ادراج الرياح لكن كل شيء مسجل "وكل شيء احصيناه
في امام مبين" "يوم ندعو كل اناس بامامهم" يعني بكتاب اعمالهم واقوالهم "ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد "
ايها الاخوة ان الاسلام حينما يامرنا بالتربية الروحية ليس معنى هذا انه يهمل الجانب الجسدي لا ابدا
بل يامرنا ان نسلك في هذا الطريق الوسط لاتفريط ولا افراط فاذا فرط المسلم في مطالب البدن عاش ذليلا
واذا فر ط في مطالب الروح عاش عيشة البهائم بل ربما كانت عاقبته اسوا من البهائم فهي لاتدخل النار يوم القيامة
بل تصير ترابا فيتمنى الكافر ان يكون مثلها "ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا "
عن حارثة رضي الله عنه انه مر برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له (كيف اصبحت ياحارثة قال اصبحت
مؤمنا حقا يارسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر ماذا تقول ياحارثة فان لكل حق حقيقة فما حقيقة
ايمانك قال عزفت نفسي عن الدنيا فاسهرت ليلي واظمات نهاري وكاني انظر الى عرش ربي بارزا وكاني
انظر الى اهل الجنة يتزاورون فيها وكاني انظر الى اهل النار ريتضاغون فيها )
فقال الحبيب رسول الله ياحارثة عرفت فالزم عرفت فالزم عرفت فالزم
ايها الاخوة اننا نعيش في عصر طفت فيه المادة على الروح فلا نعتني بهذا الجسد الفاني ونهمل الروح
فالانسان بالروح لابالجسم انسان
مقتطف من الخطب البدرية للشيخ خليل المومني حفظه الله الجزء 5