بسم الله الرحمن الرحيم
_ 8/07/2011
_ وقت المسلم في العطلة الصيفية ...ج : 2
إن الحمد لله ...
يقول ابن القيم رحمه الله:"وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم ،
و مادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، و هو يمر مر الحساب، فمن كان وقته لله وبالله، فهو حياته وعمره، وغير ذلك
ليس محسوبا من حياته ... فإذا قطع وقته في الغفلة و السهو و الأماني الباطلة و كان خير ما قطعه به النوم و البطالة،
فموت هذا خير من حياته
ولقد عنى القران الكريم و السنة المطهرة بالوقت من نواحٍ شتى، وبصور عديدة، فقد أقسم الله تعالى به في آيات
كثيرة منها قوله :"و العصر... " وقوله:والليل إذا يغشى ..." وقوله :"والفجر وليال عشر ..." وقوله :"و الضحى ...".
ومعروف أن الله تعالى إذا أقسم بشيء من خلقه دل ذلك على أهميته وعظمته ...وجاءت السنة النبوية مؤكدة
على أهمية الوقت وقيمة الزمن، وأنه نعمة من الله ليستغلها المسلم فيما يعود عليه بالنفع في الدنيا والاخرة .
قال صلى الله عليه وسلم :"نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ". رواه البخاري .
ولقد كان السلف الصالح رحمهم الله أحرص ما يكونون على أوقاتهم لأنهم كانوا أعرف الناس بقيمتها، وكانوا يحرصون
كل الحرص على ألا يمر يوم أو بعض يوم أو برهة من الزمن وإن قصرت دون أن يتزودوا منها بعلم نافع
أو عملٍ صالح أو مجاهدة نفس، أو إسداء نفع إلى الغير، يقول الحسن البصري رحمه الله :أدركت أقواماً كانوا على
أوقاتهم أشد منكم حرصا على دراهمكم ودنانيركم .
وينبغي للمسلم أن يقسم وقته بين الواجبات والنوافل، وبين الأعمال الدينية والدنيوية بحيث لا يطغى بعضها على
بعض، قال أحد الصالحين: أوقات العبد أربعة لا خامس لها :النعمة، البلية، والطاعة، المعصية، ولله عليك في كل وقت
منها سهم من العبودية يقتضيه الحق منك بحكم الربوبية :فمن كان وقته الطاعة فسبيله شهود المنة من الله
عليه أن هداه لها ووفقه للقيام بها، ومن كان وقته النعمة فسبيله الشكر، ومن كان وقته المعصية فسبيله التوبة
والإستغفار، ومن كان وقته البلية فسبيله الرضا والصبر .
يقول ابن مسعود (ض) :ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي
وقال الحسن البصري رحمه الله : الدنيا ثلاثة أيام :أما الأمس فقد ذهب بما فيه ، وأما غداً فلعلك لا تدركه ، وأما اليوم فلك
فا عمل فيه .
فحاول أخي المسلم أن تستفيد من كل ساعة ومن كل دقيقة ومن كل ثانية وقد يسأل البعض هذا السؤال ، ماذا يمكن
أن أفعل في دقيقة ؟ أقول بأنه في دقيقة واحدة يمكنك أن تقرأ سورة الفاتحة مرتين فتحصل على أكثر من 1200 حسنة
والحسنة بعشر أمثالها
_ في دقيقة واحدة تستطيع أن تقول سبحان الله وبحمده 100 مرة ، ومن قال ذلك في يوم غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر .
_ في دقيقة واحدة تستطيع أن تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله أكثر من 40 مرة، وهي كنز من كنوز الجنة كما روى ذلك البخاري ومسلم
_ في دقيقة واحدة يمكن أن تصافح عدة أشخاص ...
_ في دقيقة واحدة يمكن أن تصل رحمك عبر الهاتف ...
_ في دقيقة واحدة يمكن أن تنهى عن منكر ...
_ في دقيقة واحدة يمكن أن تأمر بمعروف ...
_ في دقيقة واحدة يمكن أن تميط الأذى عن الطريق ...
[justify]