ناظور سيتي : يونس أفطيط
لا زالت مآسي هجرة الشباب نحو تركيا تأتي بالمزيد، فبعد فاجعة وفاة إلياس المزياني بصعقة كهربائية وبقاءه في مستودع الاموات لعدة أشهر، علمت "ناظور سيتي" أن شاب مغربي منحدر من الريف يقبع في سجون هنغارية منذ شهر في إنتظار ترحيله إلى بلده.
وحسب ما علمته "ناظور سيتي" من "حركة متطوعون من أجل الناظور" التي تعالج قضايا الشباب المهاجرين إلى تركيا، فإن الشاب عبد الرزاق الزنقوع، واقع في إشكالية إثبات جنسيته لدى السلطات الهنغارية التي أودعته في سجونها منذ شهر.
وقال أحد أعضاء الحركة ل"ناظور سيتي"، أن الشاب حاول التواصل مع السفارة المغربية بهنغارية لأكثر من مرة من أجل مساعدته في الحصول على جواز سفر من أجل العودة إلى وطنه.
"ناظور سيتي" إلتقت بإبن شقيقة عبد الرزاق المعتقل في هنغارية، حيث أكد بأن خاله سافر في البداية إلى تركيا محاولا العبور إلى دول شنغن، ولكنه في رحلته سيتعرض لسرقة أمتعته وأوراقه الثبوتية من طرف عصابة متخصصة في سرقة اللاجئين والمهاجرين، ولأن المصائب تنزل أحيانا تباعا فإنه سيتعرض بعد ذلك للاعتقال من طرف الشرطة، حيث تم تقديمه للمحاكمة بتهمة الهجرة غير القانونية، وأثناء محاكمته أكد عبد الرزاق الزنقوع للقضاء الهنغاري حسب ما يرويه إبن شقيقته، أنه مواطن مغربي ليتم تخييره بين العودة لبلده أو محاكمته حيث قبل طوعا بالعودة للمغرب.
ويضيف ذات المصدر أن السلطات الهنغارية منحت التسهيلات الكافية لعبد الرزاق عبر توفير إمكانيات الاتصال بالسفارة، مشيرا أن الزنقوع كان يقع دائما في إشكالية عدم تواجد السفير المغربي حسب ما يؤكده الموظفون الذين لا حيلة لهم ولا يملكون أي شيء للشاب المعتقل.
ويزيد المصدر نفسه :" خالي يرغب في العودة للمغرب، لقد طالبهم أكثر من بأن يمنحوه جواز السفر لكن إتصالاته المتكررة بالسفارة المغربية لم تجدي نفعا ما جعل الشرطة الهنغارية تستغرب من الامر، لأن السفارة كان عليها أن ترسل مبعوثا على الاقل ليعرف ما يقع لعبد الرزاق لكن لا شيء من هذا وقع، لأنه كلما إتصل بهم أجابوه أن السفير غير موجود".
رغم ذلك لم تنقص عزيمة أسرة عبد الرزاق، ولا عزيمته هو ليواصل الاتصال بالسفارة كلما سمحت له الشرطة الهنغارية بذلك، كما أنه يتواصل مع عائلته يوميا عبر الانترنت من مركز التواصل داخل السجن الذي يتواجد به، حيث قدمت له السلطات الهنغارية جميع التسهيلات من أجل إثبات أنه مغربي لكن لا حياة لمن تنادي، فالسفارة المغربية وحسب إبنة شقيقته دائما، طلبت منهم كأقصى مساعدة أن يرسلوا لها نسخة من جواز سفره وهو ما تم بالفعل، لكن السفارة تنفي لحد الساعة توصلها بأي نسخة من جواز سفر المعتقل.
وحسب حركة "متطوعون من أجل الناظور" فإن حكاية عبد الرزاق الزنقوع وإلياس المزياني، هي نقطة في بحر ما يقع للشباب المغاربة، سيما بعدما كشفت "ناظور سيتي" وبإنفراد ما وقع لسبعة شباب مغاربة تم إختطافهم من قبل عصابة تركية وجراء عمليات جراحية لهم نزعت خلالها كليتهم وتم إطلاق سراحهم بعد ذلك.
وعلى لسان عبد الرزاق الزنقوع ينقل إبن شقيقته رسالة للسلطات المغربية يقول فيها أنه لا يريد أي شيء غير العودة إلى وطنه، لا يرغب في شيء غير إثبات أنه مغربي والحصول على جواز سفر.