هسبريس – محمد لديب
نشرُ القوات المسلحة الملكيّة المغربيّة لبطاريات من صواريخها أرض ـ جوّ، وإعلائها فوهات الدّبابات صوب السماء، ووضع مقاتلات أسطول سلاح الجو على استعداد عال، هي إجراءات ليست من المستجدّات المقرونة بالسويعات القليلة الماضيَة، بل يعود إلى ما يناهز أسبوعا من الزمن وبعدد من المناطق الاستراتيجيّة والحسّاسة بالمملكة.. وذلك وفق ما كشف عنه مصدر خاص بهسبريس رغب في التكتم على هويته لحساسية منصبه.
رفع المغرب لدرجة التأهب العسكري، زيادة على تشديد إجراءات المراقبة الجوية ضمن مجاله، يأتي تحسبا لدخول طائرات بدون تصاريح مرور متوفر عليها مسبقا، وذلك بعد الاستيلاء على عدد من الطائرات المدنية من بعض المطارات الليبية.. حيث نصب الجيش المغربي منصات لإطلاق صواريخ مضادة للطائرات، وهي من صنف جد متطورة، وفقا لخطّة عسكريَة محكمة لحماية عموم ما يمكن أن يُستهدف بهجمات إرهابية بعد أن نبهت معلومات استخباراتية غربية لاحتمال تفعيل ذلك من لدن متطرفين يضعون عددا من بلدان شمال إفريقيا ضمن لائحة عملياتهم.
وفرضت السلطات المغربيّة مجموعة من الإجراءات والبروتوكولات الاحترازيَة على الطائرات التي تستعمل المجال الجوي للبلد، سواء كانت متجهة للهبوط فوق مدرجات مطاراته أو مركبات جوية عابرة في اتجاه دول أخرى.. ويواكب كلّ ذلك بتأهب للقوات العسكريَة من أجل العمل على صدّ أي خطر محدق قد يأتي من العابرين لسماء المغرب والمغاربة دون التوفر على تراخيص، أو الاشتباه في وجود تغييرات لما تم الترخيص به مسبقا.
ويدقق المراقبون المغاربة، من العسكر والمدنيّين، ضمن الإجراءات التي تنص عليها قواعد الطيران الدولي في مثل هذه الحالات، من ضمنها حصول الطائرات الراغبة في المرور عبر المجال الجوي الوطني على خطة طيران وكل التصاريح اللازمة من المسؤولين عن الطيران المدني في المغرب، ولا يمكن لأي طائرة، كيفما كانت، أن تحلق دون ذلك..
ويعمل المغاربة بمعية عدد من المختصين بدول شمال إفريقيا وجنوب إوروبا لرصد أي خطر قد يأتي من اختلال في استعمال المجال الجوي الدولي، ويبدي كل هؤلاء موافقتهم للتعامل المشترك مع أي طارئ من هذا القبيل فور إشعارها بوجود اشتباه.
وقال مصدر لهسبريس، رفض الكشف عن هويته، إن مراقبة حركة الملاحة الجوية في كل من المغرب والجزائر وتونس ومصر، زيادة على إيطاليا وفرنسا وأسبانيا ومالطا واليونان، تركز على رصد كل حركة تقترن بالنقل الجوي في دولة ليبيا، ويتعلق الأمر بتحركات كل الأسطول المقترن بشركات الخطوط الجوية الأفريقية والخطوط الجوية الليبية والشركة الليبية للشحن الجوي، وزاد أن هناك تخوفا من تحول إحدى رحلات الطيران المدني أو طيران الشحن إلى هجوم إرهابي.
ويعدّ التحرك الاحترازي العسكري المغربي هو الأول من نوعه خلال القرن الجاري، في شاكلة تأهّب للاشتغال من داخل التراب الوطني.. وجاء ذلك عقب التحذيرات الغربيّة من احتمال التعرض لهجمات جويّة، على طريقة "11 شتنبر" التي يجلت عام 2011 بالولايات المتحدة الأمريكيّة، خاصّة أن مسؤولين ليبيّين سبق أن أكدوا رصدهم لفقد 11 طائرة مدنية كانت بمطار العاصمة طرابلس مع احتمال السيطرة عليها من لدن جماعات مقترنة بتنظيم القاعدة.