زائر
زائر
 | | موضوع: لا تطلــــق...فان الطلاق يهتز له عرش الرحمان. السبت 5 أبريل 2014 - 12:10 | |
|  الســـــلام عليكم./
لا تطلــــق...فان الطلاق يهتز له عرش الرحمان.
عندما فقد الزوجين الإحســـاس الإيجابي بينهما... بدأت المشاحنات والخلافات المتكررة والإصطدامات في صغائر الأمور...عندئذ تقلص صدريهما بغيوم سوداء من الحقد والكراهية والتنافر...وارتعدت شفاه الزوج فأمطرت ما يهتز له عرش الرحمان...لقد طلقتك ثلاثا...إنها كلمة الوداع والفراق...والنزاع والشقاق... كلمة تبكي العيون وتجهش القلوب وتروع الأفئدة...وتهدد أمن الحياة...فكم هدمت من بيوت....وكم شردت من أطفال....وكم قطعت من أواصر...إنها لحظات رهيبة ومخيفة....أتخيل وكأنـــي أرى الزوجة المسكينة تنتظر على عتبة الأبواب...لا لتدخل....ولكن لتلقي آخر النظرات على عش الزوجية الملـــيء بالأحـــــداث والذكريـــات... بالمسرات والآهــــات...لحظــــات اقتلعت فيها رحاب الأنس والمحبة وطـــاعة الله....
ولكن ماذا بعد الفراق..؟؟؟سعادة أم شقاء؟؟؟ضحك أم بكاء؟؟؟هنـــاء أم عزاء؟؟؟
والله لأني أتـــاسف أسفـــــا شديدا من غفلــــــة أهل المنابر عن هذا الموضـــــوع الخطير...
وما يحدث فيه من تجاوزات وتجاهلات وغض الأبصار عن مخاطره ومخلفاته المؤلمـــة...
قبل أن أنطلق المسير في حديقة الأشواك...أغتنم هذا السبيل لألج إلى جوانب أضالع الزوج لأسأله وأذكره من كان سببا في ذبول هذه الزهرة الناعمة؟؟؟؟
أيهـــا الزوج:عندما كنت تبحث عن شريكة عمرك تشاطرك هذه الحياة بأفراحها وآلامها ولتكون سكنا إليك تأوي إليها وقت ما تشاء...وكدت تطير فرحا عندما تحقق هذا الأمل...ولما اقترنت بها كانت فرحتك أشد...وكنت تدعوا الله أن يرزقك بولد يكون عونا لك ... فحقق الله لك ذالك...ثم ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟ نظرت إليها فسرتك وأفرحتك بوجهها البشوش الطليق الذي كانت لا تفارقه الإبتسامة...وأمرتها فأطاعتك...ودعوتها فأطفأت نيران شهوتك...وربت أبناءك وأرضعت أطفالك ونظفت بيتك وغسلت ملابسك وطهت طعامك وأكرمت أهلك...
أفيكــــون الفراق جزاء هذا المعروف كلــــه؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فان أساءت العشرة ورأيت أن الحياة تستحيل بالعيش معها... ،فلا تتسلح بسلاح الهمجية الجاهلية لتتخلص من هذا الشر كما تدعي بكل ما تملك من افتراءات وبهتان عظيم، ، واسلك مسلك الشرع في حل الخلافات الزوجية بإتباع هذه المراحل:
المرحلة الأولى:الوعــــــــــــظ.
يقول الله تعـــالى: [وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ].......فهل وعظتها؟؟؟؟؟
المرحلة الثانية: : الهجــــــــــر.
يقول الله تعـــالى: [وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ]
وهل فكرت بهجرها و ترك فراشها إن لم تتراجع عن أفعالها؟؟؟؟
المرحلة الثالثة: : الضـــــــــرب
يقول الله تعـــالى: [وَاضْرِبُوهُنَّ]
وهل قمت بضربها ضربا خفيفا غير مبرح إن ظهر لك عنادها؟؟؟؟
المرحلة الرابعة: حكم من أهله وحكم من أهلها
يقول الله تعـــالى: [فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا]
ورغم كل هذه المراحل لم تتيح لك فرصة الطلاق بعد،بل الله تعـــالى منح لك فرصة أخرى لعل الله يحدث بعد ذالك أمرا و تتراجع عن هذا القرار الخطير...
المرحلة الخامسة:الصلح بينهما
يقول الله تعـــالى: [وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا]
فان باءت محاولة الحكمين بالفشل،ولم ينفع كل ما سبق،فابعث لجنة تحكيم من أهل ثقات في أمرك وأمرها...ولا تحاول أن تجهل هذه المرحلة فتكون ظالما وسببا في تدمير الأسرة بأكملها...
المرحلة السادسة والأخيرة: الفــــــراق
[وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعاً حَكِيماً ]
ارتعدت يداي وسالت نفسي وأنا أشاهد وأتابع هذا الحرص الرباني للمعاشرة الزوجية...وما فيها من مقام عظيم...حتى أن الطلاق لم يذكره الى حد الان...ولم يرضى أن يذكره...بل سماه بالفراق نظرا لخطورته على الأمة الإسلامية ....فعذرا أيها الزوج....فانـــك لم تفعل شيئا مما ذكر...فكيف تفكر في الطلاق وتجعله أول الحلــــول؟؟؟؟؟؟والسلام عليكم./ |
|
