يوم الجمعة 12 - 04 - 2013
الموضوع.. الاولاد سبب السعادة او الشقاء
عباد الله :اعلموا أنَّ أغلى ما نَمْلِكه في حياتنا بعد ديننا, هم أولادنا, وفَلذاتُ أكبادنا, فهم من أعظم أسباب سعادتنا أو تعاستنا, فبصلاحهم وهدايتهم يرتاح بالُنا, وتَصفو حياتُنا؛ وبفسادهم وتمرُّدِهم: تتكَدَّر حياتُنا,
ونتجرَّعُ الأسى والألم؛ فالأولاد ثروتنا في هذه الحياة, (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)
[الكهف:46].
وإنَّ الْأب العاقل مَن يسعى للحفاظ عليها, وتنميتِها ومراقبتِها, ويطلُب الطُرُقَ والوسائل, التي من خلالها يتمكن من تربيتهم تربيةً صحيحة, ولو تطلَّب ذلك شيئاً من وقته وماله
وإذا كانت لك على أولادِك حقوقٌ مشروعة، فعليك واجباتٌ ومسؤوليات، ولَئِنْ قيل للأولاد: (وَوَصَّيْنَا الْإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً) [الأحقاف:15]، فقد قيل للآباء: (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَة) [التحريم:6]
قال ابن كثيرٍ -رحمه الله-: "أي: مُروهم بالمعروف, وانهوهم عن المنكر, ولا تدعوهم هملا, فتأكلهم النار يوم القيامة" اهـ
وأكد ابن القيم -رحمه الله- هذه المسؤولية فقال: قال بعض أهل العلم: إن الله -سبحانه- يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة، قبل أن يسأل الولد عن والده، فإنه كما أنَّ للأب على ابنه حقاً، فلِلْابْنِ على أبيه حقٌّ
فكما قال الله -تعالى-: (وَوَصَّيْنَا الْإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً) قال أيضاً: (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَة)، فوصية الله للآباء بأولادهم, سابقةٌ على وصية الأولاد بآبائهم
فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه, وتركه سدى, فقد أساء غاية الإساءة. وأكثرُ الأولاد إنما جاء فسادهم مِن قِبَل الآباء، وإهمالِهِم لهم، وتركِ تعليمِهم فرائضَ الدين وسنَنَه، فأضاعوهم صغاراً,
فلم يَنْتَفِعوا بأنفسهم، ولم يَنْفَعوا آباءَهم كباراً. انتهى كلام ابن القيم رحمه الله
فها أنت -أيها الأب- تسعى كلَّ يومٍ للبحث عن رزقك, وتنميةِ أموالك, وتسأل وتبحث عن طُرُقِ تنميتها وتكثيرها, أفلا يستحق أبناؤُك مثل هذا الحرص والجهد؟
والإنسانُ اسْتطاع أنْ يُروِّض الوحوش القاتلة, والسباع العادية, والصقور الجارحة, أفلا تستطيع أنت أنْ تُروِّض ابنك وفلذةَ كبِدِك الذي يتفق معك في الطباع والصفات وكلِّ شيء؟
وإذا كُنَّا قد سعينا في إيجادهم في هذه الحياة, فهل سعينا في تربيتهم ليُواجهوا مصاعبَها وعناءها، ولِيكونوا عوناً وأُنْساً لنا؟ أم أهملنا تربيتهم, ليكونوا مصدر شقاءٍ وتعاسةٍ لنا؟ فماذا صنعنا لهم بعد وجودهم؟ وكيف واقِعُنا معهم؟
والمشكلة أن أكثر الآباء والأمهات, لا يَجِدون متسعاً من الوقت أو من الصبر, في الاستماع والإنصات لأولادهم, كي يتعرفوا على ما بنفوسهم وخواطرِهم, ويَفْهَموا طبيعة مشاعرِهم وهمومهم، فلابد أنْ نُجاهد أنفُسنا,
على أنْ تتمرَّن على فنِّ التعامل مع الأبناء، وعلى التعاطي معهم بالأسلوب الأمثل,
والتعامل الأفضل
وبعض الآباء -هداهمُ الله- ليس لديهم مرونةٌ في التعامل، إما أسود أو أبيض! أو بعبارةٍ أخرى: إما أنْ توافق أو تفارق, أشبه بالأسلوب العسكري
وهذا نهجٌ دَرَج عليه بعض الآباء في الزمن السابق, حيث لا مفرّ للابن إلا إلى والدَيه, ولكنه لا يَتناسب أبداً في هذا الزمن, فلو فارقه فالأشرار سوف يتلقَّفونه ويستقبلونه, وأبواب الشرّ مُشْرعةٌ أمامه
فمعاملة الأبناء فنٌّ يسْتعصي على كثيرٍ من الآباء والأمهات, وكثيراً ما ينشدُ الآباء ويبحثون عن أفضل السبل للتعامل معهم.
والعجيب؛ أنك لا تكاد تجد أحداً عنده أولادٌ إلا ويشتكي من الصعوبات التي تواجهه أثناء تربية أولاده, وإذا كان لتوِّه قد رُزق مولوداً فإنه يحمل همَّاً في الصعوبات التي ستواجهه,
ويخبرك بأن الزمن والْجِيْل قد تغيَّر, لكنه لم يُكلِّف نفسه ولو ساعةً واحدةً في الشهر ليقرأ كتاباً أو يسمع شريطاً أو يَحْضر
دورةً في كيفية التعامل مع الأبناء, أو على الأقل يستشير أهل الخبرة والتربية, ويقبل بنصحهم وتجاربهم
بل إن أكثر هؤلاء يخوضون التجارب بأنفسهم, ولم يستفيدوا من غيرهم ولا ممن سبقهم شيئاً
ويا لَلْعجب! لو أن أحدهم أراد أنْ يدخل مشروعاً تجاريَّا سوف يضع فيه ما عنده من الأموال, لرأيته يسأل التجار وأهل الخبرة, ويضع تصوراً كبيراً عن هذا المشروع,
بحيث لا يُقْدم عليه إلا عن قناعةٍ تامة, وخبرةٍ كافية! أوليس أبناؤهم, وفلذات أكبادِهم, أكبرُ وأعظمُ مشروعٍ في حياتهم؟
ولْيُعلَم: أنَّ كلَّ علمٍ لا يُربي فليس بعلم, وكلَّ تربيةٍ لا ترتكز على العلم فليست بتربية
فأكثر الناس لا يُربون أبناءهم على علمٍ مُؤَصَّل, ولا على قواعد مدروسة, فينشأ الطفل كغيره من الأطفال العاديين, وإنْ حصل منه نوعُ صلاحٍ ونبوغ: فهو من طرفٍ مُؤثرٍ آخر,
إما من معلم, أو صديقٍ, أو دعوةٍ صادقةٍ له, أو بسبب صلاح والديه أو أحدهما
فلا تغترَّ حينما ترى أحداً من الناس, له أولادٌ صالحون بارِزون, وهو لا يعرف الكتابة والقراءة؛ لأنَّ أبناءه ربما حصل لهم شيءٌ مما ذُكِر, وربما لأنَّه تعامل معهم تعاملاً صحيحاً سليماً بفطرته,
فهو رباهم بناءً على علمٍ فطريّ لا على علمٍ مُكتسب, والْمُؤدَّى واحد
وخذ مثالاً على ذلك: سُئِل أحدُ الناجحين في تربية أبنائه-علماً بأنه لم يأخذْ إلا الشهادة الابتدائية, وليس متعلماً ولا مُثقفاً-, سُئِل عن سبب تفوقهم وصلاحهم, وحُبّهم وصداقتهم له، حتى إنهم إذا كانوا في مجلسٍ,
فإنهم لا يُفضِّلون الجلوس إلا عنده, والقرب منه, والحديثَ معه, وأحدُهم أصبح طبيباً ذا شأنٍ
ومكانة, والآخر على وشكِ التخرج من كلية الطب, والبقية تخرجوا من الثانوية, بنسبةٍ تتجاوز الستةَ والتسعين بالمائة
فأجاب قائلاً: السبب الأكبر عندي, هو قيامي على والديّ, وطاعتهما وبِرِّهما؛ ودعائي لأولادي في سري وعلني
وأما عن تعاملي معهم: فإني جعلتهم كأصدقائي تماماً, أعاملهم بلا تكلف, وأجد في قلبي رحمةً وعاطفةً كبيرةً تجاههم, ولا أذكر أني ضربت أحداً منهم ولا مرةً واحدة, وأستشيرهم دائماً,
وآخذ برأيهم، وأمنحهم المسؤولية والثقة في أنفسهم، حتى إني أعطيتهم بطاقة صرافتي, وقلت لهم: أنا ائتمنتكم على
أموال أهلكم, وأُكرم أَولادي .. كذلك، وأُغدق عليهم
فمثل هذا الْمُربي الناجح اسْتغنى بفطرته وتربيته السليمة عن القراءة والمطالعة, وما جاءتْ هذه الخطبةُ وغيرُها, إلا لاسْتنباط أسرار الناجحين, واقتباسِ أسباب نجاحهم, واستنباطِ أسرار الذين فشِلُوا في التربية, واقتباسِ أسبابِ فشلهم
:وعند البحث في قواعد التربية نجد اهمها
برُّ الوالدَين, والقيامُ بهما, فالجزاء من جنس العمل, والحياة دَين ووفاء, فمن برَّ والديه برّه أبناؤه, قال -صلى الله عليه وسلم- فيما يُروى عنه: "بروا آباءكم تبركم أبناؤكم" رواه الحاكم وصححه
قال ابن القيم -رحمه الله-: "وَلِذَلِكَ كَانَ الْجَزَاءُ, مُمَاثِلًا لِلْعَمَلِ مِنْ جِنْسِهِ, فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، فَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ،
وَمَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا, نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ
ضَارَّ مُسْلِمًا ضَارَّ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ خَذَلَ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ فِيهِ, خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْضِعٍ يُحِبُّ نُصْرَتهُ فِيهِ، وَالرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ، وَمَنْ أَنْفَقَ أَنْفَقَ عَلَيْهِ، وَمَنْ أَوْعَى أَوْعَى عَلَيْهِ،
وَمَنْ عَفَا عَنْ حَقِّهِ, عَفَا اللَّهُ لَهُ عَنْ حَقِّهِ، وَمَنْ تَجَاوَزَ تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ، فَهَذَا شَرْعُ اللَّهِ, وَقَدَرُهُ وَوَحْيُهُ, وَثَوَابُهُ
وَعِقَابُهُ, كُلُّهُ قَائِمٌ بِهَذَا الْأَصْلِ". اهـ
وإنك لا تكاد تجد مَن عقَّ والديه, إلا رُزق بأولادٍ يعقُّونه, ويُنغِّصون عليه حياته, ولا تكاد تجد من برَّ والديه, إلا رُزق بأولادٍ برَرَة, يُدخلون عليه البهجة والسرور
وكم مِن إنسانٍ عامَل أبناءه بأرقى الأساليب, وأحسن التعامل, ولكنه في النهاية لم يُوَفَّق في كسب وُدِّهم, وصلاحِ حالهم, بل رأى منهم الجفاء وسوءَ الأخلاق, ولو فتَّش عن حاله,
لرأى أنَّ السبب في ذلك: تقصيرُه في حق والديه, أو عدمُ اعتمادِه على الله -سبحانه- في تربيتهم, بل اعتمد على ثقافته
وشخصيَّته
وإنه لا سعادة ولا فوز ولا توفيق لك, إلا في رضا والديك عنك، فكم من أُناسٍ حُرموا لذة الحياة الدنيا, ولذةَ الأنس بأولادهم, والتوفيقَ في حياتهم, والأعمالَ الصالحة التي تُقربهم إلى ربهم,
بسبب عقوق الوالدين وعصيانِهِما، فهم من نكدٍ إلى نكد، ومن مصيبةٍ إلى أخرى، فكانت عاقبتُهم وخيمة، وخاتمتُهم
سيئة؛ بسبب عقوقهم لوالديهم
..ثانيا
الرفق واللين
قال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شيء إِلاَّ زَانَهُ, وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ
شيء إِلاَّ شَانَهُ" رواه مسلم
فالرفق في كلِّ شيءٍ يَزينُه ويُصلحه, حتَّى في حال الغضب والعتاب, واللومِ والعقاب, وهذا يدل على أنه من أفضل ما تحلَّى به العبد, واسْتعمله في أموره كلِّها
بل أوصى به عَائِشَة -رضي الله عنها- فقال: "يَا عَائِشَةُ، عَلَيْكِ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالرِّفْقِ، فَإِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يَكُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَمْ يُنْزَعْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ" رواه أحمد وصححه الألباني
فقَرَن الرفق بتقوى الله -تعالى-؛ لأنه بالتقوى يُصلح ما بينه وبين الحق, وبالرفق يُصلح ما بينه وبين الخلق
فحريٌّ بمن حُرم الرفقَ واللِّين أنْ يُحرَم الخير في دينه ودُنياه, قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخَيْرَ" رواه مسلم
والرِّفق: لين الجانب بالقول والفعل، والأَخذُ بالأَسهل، وهو ضد العنف، وهو الشدة والقسوة
فصاحب الرفق يدرك حاجته أَو بعضها، وصاحب العنف لا يدركها، وإِن أَدركها فبمشقة، وحريٌّ أن لا تتم
ثالثا
مراقبة الله لا مراقبتِنا
فمن المعلوم
-معاشر الآباء- أن الطفل والمراهق, سيحصل على الكثير من الحريات
والامتيازات, في الوقت المعاصر، أكثرَ مما كان عليه الوالدان في السابق، وهذا ناتجٌ عن الْمُتغيرات والْمُستجدَّات, التي تحدث كلَّ يومٍ في الحياة
فأكثر أوقات الْمُراهق لا يكون فيها مُراقبا, فلا يُمكن للوالدين أنْ يُراقباه في مدرسته, وأثناءَ الزياراتِ العائلية, وخلالَ وجودِه مع الشبكةِ العنكبوتيةِ, ومع التلفاز,
فلن ينفع إغلاقُ القنوات ولا الجوالات؛ لأن هذا العصر, عصرُ الانفتاح على العالم من حولنا
فبدلاً من إخباره دوماً أننا نُراقبه, وأننا إذا علمنا عن أيِّ تصرفٍ سيِّءٍ يقوم به, سَنَمْنعه من الخروج, أو من الجوالِ وما شابه ذلك, فنحن جعلناه يُراقبنا, ويُثبت لنا أنه لا يقترف إثماً أو خطأً,
وهو يستطيع فعل ذلك بكلِّ سهولةٍ, ونحن لن نتمكن من منعه مهما كان, إذن؛ فلماذا لا نُعلقه بالله؟ ونُخبره بأننا
لن نطلع عليه, ولكنَّ الله وحده هو المطلع؟
إننا إذا فعلنا ذلك فسنغرس في قلبه الخوف من الله, ومراقبتَه، والحياءَ منه
رابعا
أنْ لا نُكثر من الوعظ والتَّوجيه
فإن القلب يَمَلُّ ويَتَبَلَّدُ بكثرة الوعظ والتَّوجيه
ولذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتخوَّل أصحابه بالموعظة مخافة السآمة، ويراعي أوقات النشاط, واللحظات المناسبة في تذكيرهم, ولا يفعل ذلك كلَّ يوم
والذين يكثرون التوجيه والنصح, يتحاشى أبناؤُهم الجلوس معهم, خوفاً من العتاب وكثرةِ التوجيه
واعلم أنَّ أشدَّ مرحلةٍ, يكره فيها الابنُ النصائحَ المباشرةَ من والديَه, هي مرحلة المراهقة، وكثيرٌ من الآباء يُكثرون من النصائح والتوجيهات حال جلوسهم مع أبنائهم، فالأب الفطن الْمربي
هو الذي يكون كلامه معهم مختصرًا, وبأهدافٍ مُحدَّدة
خامسا
, أنْ لا نُبالغ في إحسان الظن بالأولاد, ولا إساءةِ الظنّ بهم
[قال الشيخ: محمد الحمد في كتابه: (التقصير في تربية الأبناء)]: "فبعض الآباء يبالغ في إحسان الظن بأولاده، فتجده لا يسأل عنهم، ولا يتفقد أحوالهم، ولا يعرف شيئاً عن أصحابهم؛
وذلك لفَرطِ ثقته بهم، فتراه لا يقبل عدلاً ولا صرفاً في أولاده، فإذا وقع أولاده أو أحدٌ منهم في بلية، أو انحرف عن
الجادة السوية، ثم نُبِّه الأب عن ذلك؛ بدأ يدافع عنهم، ويلتمس المعاذير لهم، ويتهم مَن نبَّهه أو نصحه بالتهويل، والتَّعَجُّل، والتدخلِ فيما لا يعنيه
وهناك من يسيء الظن بأولاده، ويبالغ في ذلك مبالغة تُخرجه عن طوره، فتجده يتهم نيَّاتِهِم، ولا يثق بهم أبداً، ويُشعرهم بأنه خلفهم في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ، دون أن يتغاضى عن شيءٍ من هفواتهم وزلاتهم
ملتقى الخطباء