ﻣﻘﺘﻞ ﺍﻟﺒﻮﻃﻲ : ﻋِﺒﺮ ﻭﻋﻈﺎﺕ
ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻨﺠﺪ
* ﺍﻟﻠﻪُ ﻳﺤﻴﻲ ﻭﻳﻤﻴﺖ ، ﻳﻤﻴﺖ ﻛﻴﻒ ﻳﺸﺎﺀ
ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺍﻟﻬﺮﻡ ، ) ﻟِﻜُﻞِّ ﺃَﺟَﻞٍ
ﻛِﺘَﺎﺏٌ ( ، ) ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺟَﺎﺀَ ﺃَﺟَﻠُﻬُﻢْ ﻟَﺎ ﻳَﺴْﺘَﺄْﺧِﺮُﻭﻥَ
ﺳَﺎﻋَﺔً ﻭَﻟَﺎ ﻳَﺴْﺘَﻘْﺪِﻣُﻮﻥَ ( ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺣﺴﻦ
ﺧﺎﺗﻤﺘﻨﺎ .
* ﻳُﺒﻌﺚ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻴﻪ .
* ﺗﻮﻟﻲ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﺇﺟﺮﺍﻡ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻔﺮ
)ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﺘَﻮَﻟَّﻬُﻢْ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﻓَﺈِﻧَّﻪُ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ( .
* ﻣﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﺣﺮﺍﻡ ، ﻭﺗﻜﻮﻥ
ﻣﻈﺎﻫﺮﺗﻬﻢ ﺑﺄﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﺎﻭﻧﺔ ﻣﻦ :
ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻴﻬﻢ ، ﻭﺗﻘﻮﻳﺔ ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ،
ﻭﺍﻹﻓﺘﺎﺀ ﻟﻬﻢ ، ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻜﻬﻢ ، ﻭﺍﻟﺤﺚ
ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﻬﻢ ، ﻭﻣﻦ ﺃﺷﻨﻌﻬﺎ :
ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻣﻌﻬﻢ .
* ﻣﻦ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻟﻨﺎﺱ : ﻣﻦ ﺃﺿﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ، ) ﻭَﺍﺗْﻞُ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﻧَﺒَﺄَ ﺍﻟَّﺬِﻱ
ﺁﺗَﻴْﻨَﺎﻩُ ﺁﻳَﺎﺗِﻨَﺎ ﻓَﺎﻧْﺴَﻠَﺦَ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻓَﺄَﺗْﺒَﻌَﻪُ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥُ
ﻓَﻜَﺎﻥَ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻐَﺎﻭِﻳﻦَ ( ، ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﺎﻋﻨﺪﻫﻢ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮّ .
* ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻮﻃﻲ ﺍﻓﺘﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﻫﻼﻙ ﺑﺎﺳﻞ ﺍﻷﺳﺪ :
" ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺭﺍﻩ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺟﻨﺒﺎً ﺇﻟﻰ
ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﻴﻦ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ " ، )ﺃَﻃَّﻠَﻊَ
ﺍﻟْﻐَﻴْﺐَ ﺃَﻡِ ﺍﺗَّﺨَﺬَ ﻋِﻨْﺪَ ﺍﻟﺮَّﺣْﻤَﻦِ ﻋَﻬْﺪًﺍ ( .
* ﻭﻗﺪ ﺃﺳﺎﺀ ﺃﻳﻤﺎ ﺇﺳﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺒّﻪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻲ
ﺍﻟﻨﺼﻴﺮﻱ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﻬﺎﻟﻚ ﺑﻪ .
* ﻭﻗﺪ ﻃﻌﻦ ﻓﻲ ﺇﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ
ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﺒّﻮﺍ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ
ﺩﻳﻨﻬﻢ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ : ﺗﺄﻣﻠﺖ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻭﻭﺟﺪﺕ
ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎً ﺍﺳﻤﻪ ﺻﻼﺓ ،
ﻭﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ
ﺃﺑﺪﺍً ، ) ﺳَﺘُﻜْﺘَﺐُ ﺷَﻬَﺎﺩَﺗُﻬُﻢْ ﻭَﻳُﺴْﺄَﻟُﻮﻥَ .(
* ﻭﻭﺻﻒ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ
ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺣﺜﺎﻟﺔ ﻣﻼﺣﺪﺓ ﻳﺘﻤﺮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻛﻞ ﺟﻤﻌﺔ .
* ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ﻟﻤﻨﻬﺞ
ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺇﻳﺬﺍﺅﻩ ﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ
) ﻛﺎﻟﻤﺤﺪّﺙ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ (
ﻓﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭﻣﺸﻬﻮﺭﺓ .
* ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻓﻲ
ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺘﻞ ﻣﺠﺮﻡ
ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺇﺟﺮﺍﻣﻪ .
* ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﺟﺮﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺠﻴﺮ
ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻀﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﻮﻃﻲ ﻛﺒﻴﺮﺓ ،
ﻭﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻛﺜﻴﺮﺓ :
ﺇﺻﺎﺑﺎﺕ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻷﻋﺪﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﺱ ، ﻭﻻ
ﻳﻮﺟﺪ ﺃﺛﺮ ﺣﺮﻳﻖ ﻟﻼﻧﻔﺠﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ،
ﻭﻃﻼﺏ ﻣﺰﻋﻮﻣﻮﻥ ﻟﻠﺒﻮﻃﻲ ﻇﻬﺮﻭﺍ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ
ﺳﻼﺳﻞ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﻋﻠﻰ ﺟﻠﻮﺩﻫﻢ ﻭﺷﻮﻡ
ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ! ، ﻭﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﻟﻢ
ﻳﺨﻠّﻒ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ .
* ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﺂﺭﺏ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻣﻨﻬﺎ : ﺧﻠﻂ
ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ، ﻭﺗﺸﻮﻳﻪ ﺳﻤﻌﺔ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺋﺐ ﺑﺎﺗﻬﺎﻣﻬﻢ ﺑﺘﻔﺠﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ، ﺛﻢ
ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻈﻼﻣﻴﻴﻦ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎﻡ .
* ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺒﻮﻃﻲ ﻣﻌﺬﻭﺭﺍ ﺃﺑﺪﺍ ﻓﻲ
ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺃﻋﻈﻢ
ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ: ) ﻭﺭﺟﻞ ﻗﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺇﻣﺎﻡ ﺟﺎﺋﺮ
ﻓﺄﻣﺮﻩ ﻭﻧﻬﺎﻩ ﻓﻘﺘﻠﻪ ( ، ﻓﻼ ﺃﻗﻞّ ﻣﻦ ﺃﻥ
ﻳﺴﻜﺖ ﻭﻳﻌﺘﺰﻝ ، ﺃﻭ ﻳﻬﺮﺏ ﻛﻤﺎ ﻫﺮﺏ
ﻏﻴﺮﻩ ، ﻭﻻﻋﺬﺭ ﻟﻪ ﺃﺑﺪﺍ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺻﺮﺓ
ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ .
* ﻓﻜﻴﻒ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪﻳﻤﺎً ﻳﻮﺍﻟﻴﻬﻢ ﻣﻨﺬ
ﺗﺄﻳﻴﺪﻩ ﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﺣﻤﺎﺓ ﺑﺄﻧﻪ " ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ
ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺻﺎﺭﻣﺔ " ، ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺑﻤﺤﻄﺎﺕ
ﻣﻨﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﻈﻠﻢ ، ﺛﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ
ﺧﻄﺒﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻣﻊ ﺟﻴﺶ
ﺑﺸﺎﺭ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
) ﻟَﺘُﺒَﻴِّﻨُﻨَّﻪُ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻜْﺘُﻤُﻮﻧَﻪُ .(
* ﻓﻜﻴﻒ ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻄﻠﻖ ﻟﻔﻆ
" ﺍﻟﺒﻮﻃﻴﺔ " ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻫﺐ ﺗﺸﺒﻴﺢ ﺍﻟﻌِﻠﻤﻴﻴﻦ
ﻓﻲ ﻣﺆﺍﺯﺭﺓ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺗﻨﺘﻈﻢ
ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻤﻦ ﺑﺎﻉ ﺩﻳﻨﻪ ﻷﺟﻞ ﺩﻧﻴﺎ
ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ .
* ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻴﺮ
ﺍﻟﺒﻮﻃﻲ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﻓﺎﻟﻠﻪ
ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺤﺎﻟﻪ ، ﻭﻗﺪ ﺯﻋﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﺃﺧﺮﺝ
ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻴﻠﺤﻖ ﺑﻬﻢ ، ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻴﺎﺕ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ .
* ﻭﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ :
ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺤﻜﻢ ﻟﺸﺨﺺ ﺑﺠﻨﺔ ﻭﻻ ﻧﺎﺭ ﺇﻻ ﻣﻦ
ﺣﻜﻢ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﺮﻉ ، ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﺃﻓﻀﻰ ﺇﻟﻰ
ﻣﺎ ﻗﺪّﻡ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻪ .
*ﻧﺤﻦ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺍﻟﺴﺮﺍﺋﺮ،
ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺸﺮ ، ﻓﻨﻌﺎﻣﻠﻪ ﺑﻤﺎ
ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻪ ، ﻭﻟﻢ ﻳُﻌﺮﻑ ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ
ﻟﺤﻈﺔ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ .
* ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻟﺨﺒﺮ ﻣﻮﺗﻪ ﻓﺼﺤﻴﺢ
ﺷﺮﻋﺎً ؛ ﻷﻧﻪ ﻫﻼﻙ ﻋﺎﻟﻢ ﺳﻮﺀ ﻣﻦ ﺃﻋﻮﺍﻥ
ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ) ﻭﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻔﺎﺟﺮ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ
ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺍﻟﺒﻼﺩ (.. ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﺀ
ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﻳﺆﺫﻳﻬﻢ .
ﻗﻴﻞ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻔﺮﺡ
ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺰﻝ ﺑﺄﺻﺤﺎﺏ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺩﺅﺍﺩ
] ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻉ ﺍﻟﻀﺎﻝ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ
ﺑﺨﻠﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ [ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﺛﻢ ؟
ﻗﺎﻝ : ﻭﻣﻦ ﻻ ﻳﻔﺮﺡ ﺑﻬﺬﺍ ؟ !
ﻭﻋﻦ ﺣﻤَّﺎﺩ ، ﻗﺎﻝ : ﺑَﺸَّﺮْﺕُ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ) ﺃﻱ
ﺍﻟﻨﺨﻌﻲ ( ﺑِﻤﻮﺕ ﺍﻟﺤﺠَّﺎﺝ ، ﻓﺴﺠﺪ ،
ﻭﺭَﺃﻳﺘُﻪ ﻳﺒﻜﻲ ﻣﻦَ ﺍﻟﻔﺮَﺡ .
ﻭﻗﺎﻝ ﻃﺎﻭﻭﺱ ﻟﻤﺎ ﺗﻴﻘﻦ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ
) ﻓﻘُﻄﻊ ﺩﺍﺑﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ
ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ( ، ﻭﺳﺠﺪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻟﺬﻟﻚ
ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺨﺘﻔﻴﺎ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ
ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ .
* ﻳﻼﺣﻆ ﺃﻧﻪ ﺩﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻮﻃﻲ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﺒﺪﻋﺔ
ﻛﺎﻟﺠﻔﺮﻱ ، ﻭﻋﻠﻲ ﺟﻤﻌﺔ ، ﻭﺣﺴﻮﻥ ،
ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻳﻬﻢ ﻭﺇﻻ
ﻋﺠَّﻞ ﺑﻠﺤﻮﻗﻬﻢ ﺑﻪ ، ) ﺃَﻟَﻢْ ﻧُﻬْﻠِﻚِ ﺍﻟْﺄَﻭَّﻟِﻴﻦَ
* ﺛُﻢَّ ﻧُﺘْﺒِﻌُﻬُﻢُ ﺍﻟْﺂﺧِﺮِﻳﻦَ * ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻧَﻔْﻌَﻞُ
ﺑِﺎﻟْﻤُﺠْﺮِﻣِﻴﻦَ ( .
ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻗﻮﻡ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻳﻌﺘﺬﺭﻭﻥ ﻟﻪ
ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻬﺪﺩﺍ ﺑﺄﻫﻠﻪ ﻭﻧﺤﻮ
ﺫﻟﻚ !! ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﻘﺎﺋﻖ
* ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﺟﺮﺍﻡ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﺤﺪﺙ
ﺑﺘﺸﻮﻳﻪ ﺳﻤﻌﺔ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ، ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ، ﻭﻣﻦ
ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﻣﺤﺒﻲ ﺍﻟﺒﻮﻃﻲ ﺇﻟﻰ
ﺻﻔﻪ ،ﻭﺗﺠﺴﻴﻴﺮ ﺷﻌﺒﻴﺘﻪ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ، ﻭﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ، ﻭﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺤﺴﻮﻥ ﺃﺧﺰﺍﻩ ﺍﻟﻠﻪ :
" ﺇﻥ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﺒﻮﻃﻲ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻧﺎﺭﺍ ﺗﺸﻌﻞ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ " ، ﻭﻛﻞّ ﻫﺬﺍ ﻫﺮﺍﺀ
ﺳﺨﻴﻒ ﻭﺳﺎﻗﻂ .
* ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﺑﻐﻴﺾ ، ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ ﻻ ﺣﺪَّ
ﻟﺒﻐﻴﻬﻢ ﻭﻓﺠﻮﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ، ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ
ﺗﺸﺒﻴﻬﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺴﻘﻴﻤﺔ )ﺍﻟﺤﺴﻮﻥ ﻳﺼﻒ
ﺍﻟﺒﻮﻃﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﺷﻬﻴﺪ ﺍﻟﻤﺤﺮﺍﺏ ﻣﺜﻞ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ
ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ .(!
* ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺨﺎﻑ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ
ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ، ) ﻛﻴﻒ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻮﻃﻲ :
ﻟﻴﺘﻨﻲ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻮ ﺇﺻﺒﻌﺎ ﻓﻲ ﻳﺪ
ﺣﺴﻦ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻠﻪ ( ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺴﻦ
ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ.
ﻭﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻣﻮﺋﻼ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﻴﻦ ، ﻭﻣﻨﺎﺭﺍ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺴﻨّﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ، ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺍﻷﻣﻴﻦ
--
ﺇﻥ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﻬﻤﺔ ﻻ ﻳﻘﻨﻊ ﺑﻤﻞﺀ ﻭﻗﺘﻪ
ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺎﺕ
ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻔﻜﺮ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻤﻮﺕ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ ﺑﻤﻮﺗﻪ