الهجـــــــــــــــــــرة النبوية دروس وعبــــــــــــــــــر

الحمد لله حمد الحامديــــــــــن وأستغفــــــــــــــره إستغفـــــــــــار المذنبين التائبين ....

أمـــــــــــا بعد بعث الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بدعوة تملأ القلوب نوراً، فسابق إلى قبولها رجال عقلاء، ونساء فاضلات، وصبيان لا زالوا على فطرة الله. وبقيت تلك الدعوة على شيء من

الخفاء، وكفار قريش لا يلقون لها بالاً؛ فلما جهر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أغاظ المشركين، وحفزهم على مناوأة الدعوة والصد عن سبيلها؛ فوجدوا في أيديهم وسيلة هي أن يفتنوا المؤمنين،

ويسومونهم سوء العذاب، حتى يعودوا إلى ظلمات الشرك، وحتى يرهبوا غيرهم ممّن تحدثهم نفوسهم بالدخول في دين الإســــــــــــــــلام .

ولذلك أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة بعد أن تهيأت فيها أسباب التمكين بدخول معظم أهلها في دين الله ، أيها الأحبة الكرام أكتفي في هذه الخطبة المباركة على الوقوف على

العبر والدروس المستافدة من هذه الهجرة النبوبة الشريفــــــــــــة :

1) وجوب الأخذ بالأسباب والتوكــــــــــــــل على الله تعالى : يظهر هذا الأمر في أمر النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بالمبيت مكانه ، ولأبي بكر بالصحبة والمرافقة ولعبد الله بن أريقط بالمُدِلِ

على المسلك الصحيح لبلوغ المدينة دون إشعار قريش بذلك ... أمام كل هذه الأسباب التي اتخذها صلى الله عليه وسلم لم يكن التوكل وطلبه يفارقه يظهر هذا الأمر جليا في هذه الحادثة العظيمة ،

عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: ((كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرأيت آثار المشركين قلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنـــــــا ، فقال: ما ظنك

باثنين الله

ثالثهما)).حديث صحيح ، وجاء القرآن الكريم ليعبر عن تلك الحادثة فقال الله تعالى : {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ

اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة40

2) الثقة بالله تعالى والدوام على طـــــــــــاعته : خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة مكرهاً وقال قولته المشهورة ـ فيما معناه ـ ( والله إنك

لأحب البقاع إلى الله وإنك لأحب البقاع إلي , ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت )

وجد في المسير إلى المدينة دياراً لم يسكنها من قبل لكن يسكن قلبه وصدره الإيمان بالله والدعوة إلى الله عز وجل ، هي زاده في حله وترحاله ...

هكذا أحب مكة ، وكيف لا يحبها وهي أحب البقاع إلى الله وفيها بيت الله الحرام ، خرج النبي صلى الله عليه وسلم بإيمانه وتقواه وطاعته لربه ...

فجعل الله له مخرجـــــــاً من حيث لايحتسب {‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ

أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا‏} ‏[‏الطلاق‏:‏ 2- 3 ، أحب النبي صلى الله عليه وسلم مكة ، لكنه آثر أمر الله تعالى بالهجرة على الأهل والعشيرة

والوطن ...

3) اليقين التام بأن العاقبة للتقـــــــــــــوى : قال الله تعـــــــــــالى : تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر

إن العاقبة للمتقين ( 49 ) سورة هود ، وقال الله تعالى : ﴿تِلكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذينَ لا يُريدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ ولا فَسَادًا﴾ سورة القصص

4 ) إنتشار الإسلام وقوته بسسب الهجرة المباركة : كان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته مضطهدين من طرف صناديد قريش ، فجعل الله للإسلام وأهله مخرجاً لبناء الدولة الإسلامية القوية في طيبة الحبيبة ، هذه الدولة الإسلامية التي سترمي أطرافها الى بقاع من مختلفة من بقاع العالم ...

5) دور المسجد في الدعوة الى الله تعالى : لا يخفى على أحد أن أول عمل قام به صلى الله عليه وسلم عند بلوغه المدينة المنورة بناء المسجد والتآخي

بين الأنصار والمهاجرين بحيث صار المسجد مكانا لإظهار العبادات التي طالما حرم منها المهاجرون في مكة ... فكان المسجد مكانا للإجتامع

والشورى ودراسة المستجدات والتعلم ومجالسة النبي صلى الله عليه وسلم ... فكان بذلك بناء المسجد من نتائج الهجرة النبوية الشريفة ،

6 ) التنبيه على عظم دور المرأة:

ويتجلى ذلك من خلال الدور الذي قامت به عائشة وأختها أسماء رضي الله عنهما حيث كانتا نعم الناصر والمعين في أمر الهجرة؛ فلم يخذلا أباهما أبا

بكر رضي الله عنه مع علمهما بخطر المغامرة، ولم يفشيا سرّ الرحلة لأحد، ولم يتوانيا في تجهيز الراحلة تجهيزاً كاملاً، إلى غير ذلك ممّا قامتا به.

(7) عظم دور الشباب في نصرة الحق:

ويتجلى ذلك في الدور الذي قام به علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين نام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة.

ويتجلى كذلك من خلال ما قام به عبدالله بن أبي بكر؛ حيث كان يستمع أخبار قريش، ويزود بها النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه

هذه بعض الدروس والعبر التي اخترتها من بعض المصـــــــــــادر الإلكترونية المختلفة مع إضافات شخصية مهمة ...

وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ

السلام عليكم

اشكرك جزيل الشكر اخي عياد على موضوعك الشيق ..

لقد افدت به المتتبعين ..

جعله الله في ميزان حسناتك ..

جزاك الله خيرا استاذنا عياد
جعله الله في ميزان حسناتك ..

» دروس وعبر من الحياء
» الهجرة .. دروس وعبر
» دروس من الاسراء والمعراج ............. خطبة الجمعة ......
» الموقع الذي يحتوي على دروس وتمارين وإمتحانات و أجوبتها
» مصطفى بنحمزة ينفي توقيف النهاري عن إلقاء دروس الوعظ بوجدة.