عياد زروال .عضو مميّز
عدد المساهمات : 498 تاريخ التسجيل : 10/08/2011
| موضوع: شعبـــــــــــــــــان : دلك شهـــــــــــــــــر يغفـــــــــــــــل الناس عنه الجمعة 29 يونيو 2012 - 16:55 | |
| الحمد لله رب العالمين .... والصلاة والســــــــــــــــلام على المبعــــــــــــوث رحمــــــــــــــــة للعالميــــــــــــــــــــــــن
أمــــــــــــــــــا بعد : يَ يقـــــــــــــــــول رب العزة جل وعــــــــــــــلا : { يَــــــــــــــــاأيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ ارْكَعُواْ وَاسْجُدُواْ وَاعْبُدُواْ رَبّكُمْ وَافْعَلُواْ الْخَيْرَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ } ، سورة الحج (77) . المراد بالركوع والسجود الصلوات . وتخصيصهما بالذكر
من بين أعمال الصلاة ، لأنهما أعظم أركان الصلاة إذ بهما ( يقع ) إظهار الخضوع والعبودية . وتخصيص الصلاة بالذكر قبل الأمر ببقية العبادات المشمولة لقوله تعالى { واعبدوا ربكم } تنبيه على أن الصلاة عماد الدين
والمراد بالعبادة : ما أمر الله الناس أن يتعبدوا به مثل الصيام والحج وسائر الفرائض...
وقوله تعالى { وافعلوا الخير } أمرٌ بإسداء الخير إلى الناس من الزكاة ، وحسن المعاملة : كصلة الرحم ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وسائر مكارم الأخلاق (1) ... لعلكم تفلحـــــــــــــون وهو الهدف من هذه
الطاعات تقبل الله منا جميعـــــــــاً صالح الأعمـــــــــــال ...
أيها الأحبــــــــــة : اقتضَتْ حكمةُ اللهِ عزَّ وجلَّ أنْ يُفَضِّلَ بعضَ الأزمنة عن الأخرى ، وأن يفضل بعض الأمكنة عن الأخــــــــــرى ، وشاءت قدرته أن يفضل بعض الشهــور عن الأخرى ، أخرج الطبرانيُّ في المعجمِ
الكبيرِ : 719 ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :« افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ، يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ »
ومِنَ الشهورِ المفضلةِ شهرُ شعبانَ، لأنَّ العطاءَ الكبيرَ يتنَزَّلُ فيهِ مِنْ ربِّ العالمينَ، فهوَ نفحةٌ مباركةٌ مِنْ نفحاتِ اللهِ تعالَى لعبادِهِ المؤمنينَ، وفرصةٌ عظيمةٌ مِنْ فُرَصِ الخيرِ الوفيرِ ، وهذِهِ المكانةُ العظيمةُ والمنْزِلةُ الرفيعةُ استحقَّهَا
هذَا الشهرُ لأمورٍ منْهَا : أنَّهُ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فيرحمُ اللهُ تعالَى المسترحمينَ ، ويغفرُ للمستغفرينَ ، ولذلكَ كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يحبُّ هذَا الشهرَ ، ويخصُّهُ بخصائصَ ليستْ لغيرِهِ مِنْ باقِي
الشهورِ إلاَّ رمضانَ ، فعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضيَ اللهُ عنْهُ قَالَ قُلْتُ: : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْراً مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ . قَالَ :« ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ
إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِى وَأَنَا صَائِمٌ » أخرجه النسائي
وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ - رضىَ اللهُ عنهَا - أَنَّهَا قَالَتْ : " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلاَّ رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِى شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَاماً فِى شَعْبَانَ " صحيح مسلم ،
وعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضىَ اللهُ عنهمَا - أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِرَجُلٍ :« هَلْ صُمْتَ مِنْ سَرَرِ هَذَا الشَّهْرِ شَيْئاً ». يَعْنِى شَعْبَانَ . قَالَ : لاَ . قَالَ فَقَالَ لَهُ :« إِذَا أَفْطَرْتَ رَمَضَانَ فَصُمْ يَوْماً أَوْ يَوْمَيْنِ »
صحيح مسلم ، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن), أخرجه ابن ماجة, وصححه الألباني, ابن
ماجه 1390, السلسلة الصحيحة 1144.
ولنا مع هذا الحديث الذي يتعلق بالنصف من شعبان, ثلاث وقفات مهمة:
فالوقفة الأولى: أن الله يغفر فيها لكل عباده إلا المشركين, فتفقد نفسك، وفتش عن باطنها، واتهمها بتقصيرها، ولا تقل إني بريء، ولا يمكن أن أقع في الشركيات، ويكفى أنني أعيش في بلد التوحيد، فإن هذا غرور وجهل، فهذا
خليل الرحمن وإمام الحنفاء, إبراهيم عليه السلام, يخشى على نفسه الشرك, وعبادة الأصنام، قال الله تعالى على لسانه عليه السلام: (واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام), وقد بين إبراهيم عليه السلام ما يوجب الخوف من ذلك
فقال: (رب انهن أضللن كثيراً من الناس).
والله عز وجل قد حذر نبيه والأنبياء قبله من الشرك، وهم صفوة الخلق, فقال تعالى: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين). والمسألـــــــــــــة الثانية : هي خطورة التشاحن
والتباغض بين الناس، فإن الله لا يغفر للمتشاحنين في أكثر أوقات المغفرة والرحمة، كما في صحيح مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه مرفوعا: (تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا, إلا
رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: انظروا هذين حتى يصطلحا).
وقد وصف الله المؤمنين عموما بأنهم يقولون: (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين امنوا ربنا إنك رؤوف رحيم).
قال بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور, وسخاوة النفوس, والنصيحة للأمة, وبهذه الصفات الحميدة بلغ من بلغ الدرجات العــــــــــــلا ...
أيها الأحبة : أخرج الإمام مسلم عن أبى سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : " لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم فِي الشَّهْرِ مِنْ السَّنَةِ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ وَكَانَ يَقُولُ خُذُوا مِنْ الأعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ
يَمَلَّ حَتَّى تَمَلُّوا وَكَانَ يَقُولُ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلَّ " ، وبذلك فقد كان السلف الصـــــــــالح يهتمون بشعبان ويكثرون من قراءة القرآن وفعل الطاعات إقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم باعتبار
هذا الشهر مدخـــــــــلاً لشهـــــــــــــر عظيم ، شهر رمضــــــــــــان الذي أنزل فيه القرآن قال الله تعالى : {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ
وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ). سورة آل عمران ، الآية رقم 30. ومن أعظم ما يذكــــــــــرنا به هذا الشهر الكريم إستجابة الله تعالى لرغبة محمد صلى الله عليه وسلم في تحويل القبلة من المسجد الأقصى المبارك الى المسجد
الحـــــــــــــرام ، قال الله تعـــــــــــــالى : { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ... } سورة البقرة
فَعلينَا أنْ نَتهيأَ لاستقبالِ شَهرِ رمضانَ بالإكثارِ منَ الطاعةِ فِي شهرِ شعبانَ ، وبطهارةِ القَلْبِ ، ونقاءِ النَّفْسِ ، وسلامةِ الصَّدْرِ ، وإصْلاحِ ذَاتِ البَيْنِ ، وإفْشَاءِ السَّلامِ ، وصلةِ الأرحامِ، فَمَنِ اتَّصَفَ بذلكَ فإنَّهُ مِنْ أفضلِ النَّاسِ
وأَحْسَنِهِمِ اسْتِعْدَاداً لاِستقبالِ هَذَا الشَّهْرِ الْمُبارَكِ، وقدْ أمرَنَا اللهُ تعالَى بالمسارعةِ إلَى فعلِ الخيراتِ، فقالَ الله تعالَى :﴿ فَاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفــــــــــــون } ، وقـــــــــــال الله تعالى : (
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) ( آل عمران : 133) . اللهـــــــــــــــــــم اجعلنا من المتقيــــــــــــــــن ، ومن المقبلين على الطاعـــــــــــــات لإستقبال شهر القرآن ، أسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضـــــــــــــان ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) التحرير والتنوير
المصــــــــــــــــــــــــــــــادر : مختلف المواقع الإسلامي | |
|
هدفي التخريب .عضو مميّز
عدد المساهمات : 294 تاريخ التسجيل : 03/07/2011
| موضوع: رد: شعبـــــــــــــــــان : دلك شهـــــــــــــــــر يغفـــــــــــــــل الناس عنه السبت 30 يونيو 2012 - 15:34 | |
| بارك الله فيك وجزاك الله خيرا أخي عياد اللهم بلغ رمضان بهلاك طاغية الشام وعدو المسلمين و ألحق به أشرار هذه الامه
| |
|
عبدالقادر الزعيم .عضو مميّز
عدد المساهمات : 677 تاريخ التسجيل : 21/06/2011
| موضوع: رد: شعبـــــــــــــــــان : دلك شهـــــــــــــــــر يغفـــــــــــــــل الناس عنه الإثنين 2 يوليو 2012 - 20:30 | |
| السلام عليكم
ما زالت تفوح علينا الانوار من الاندلس في شخص زروال عياد ..
تماما كما كانت تفوح من جهابذة قرطبة .. من ثنايا قصور الزهراء والزاهرة ..
فعلا يعتبر شعبان فرصة للتمرينات والاستعدادات .. صياما وقياما
وكذلك للطلبة تكرارا وتكرارا ...
.......
| |
|