اعزاء الا عضاء ربما من الغريب وضع صورة رمزية من هذا الشكل
فضلت هذه الصورة على غيرها لان الحمار ذكي عن بعض البشر وقد قرات الكثير عن حكرة عن حيوان مثل الحمار البرئ الذي يحمل عبئ الانسان ويحمل كل اثقال النسان ونحن لا نقدر قيمته وفي اميركا احد الجمعيات الديمقراطية وضعة حمارا لشعارها
ان الكثير من اسرار الحمير رغم انه لا يتكلم فنجله ونستهزء من حقه
الحمير من صنف الخيول وحمر الوحش، فلماذا يتم تكريم الخيول على حساب زميلاتها الحمير؟
الحمير تعيش طويلا.. على الأقل لمدة قد تمتد ثلاثين عاما. وقد تطول إلى نصف قرن كامل، وعلى هذا يمكن أن تكون الحمير أفضل مرشح لصداقة الإنسان- هذا إذا رضيت معاشر الحمير بأن تكون مع الإنسان صداقة! فالإنسان معروف بالغدر، والخداع، وقد لا تنفع سياسة حسن النوايا معه!
والحمير متهمة زورا وبهتانا بالعناد، أو بالغباء، أو البلادة، لكن معظم هؤلاء الذين يؤلفون أو يصدقون هذه التهم من البشر- وهم متحيزون بطبعهم- اسألوا من يربون الحمير في مزارعهم…يا إلهي كم مظلومة هي الحمير! الحمير.. وليس الخيول هي التي ترفض أن تزج بنفسها أو يزج بها الآخرون في مواقف خطيرة، ألا يدل ذلك على ذكاء؟ والحمير فقط تعرف متى ترفس، ومن ترفس، لكنها لا تحقد مثل الجمل، ولا تلقي بنفسها إلى التهلكة، مثل الفراشات وبعض البشر. ولا تخفي رأسها في الرمل كالنعامة الحمقاء.
لماذا يظلمون الحمير؟ وماذا يعيبون فيها؟ أليست أجمل من كثير من الحيوانات؟ على الأقل أجمل من القرود والخنازير والضباع و.. و..؟ وماذا يضير الحمير إذا كانت آذانها طويلة؟ هناك بعض البشر من ذوي الأنوف المدببة الطويلة! اسألوا أطباء التجميل والصيادلة والعطارين والمشعوذين وذوي الأعشاب كم ينفقون على تزويق وجوه البشر؟ ولولا المساحيق والمعاجين لأصبحت الكثير من الوجوه لا تطاق! لكني لم أسمع قط عن حمار واحد ذهب إلى صالون التجميل! فالحمير تعتز بنفسها، ولديها ثقة قوية في تكوينها، ولا يهمها مظهرها.
الحمير- وليس الخيول- لا تحتاج إلى أحذية، لأن لها حوافر قوية تستعين بها على حمل الأثقال، فلماذا تظلم الحمير وتترك للخيول العناية والدلال وميادين السباق والمراهنات؟ لماذا لا يراهن البشر على الحمير؟ فهي الأقدر على التحمل!
ماذا يعيب الحمير؟ شكلها مقبول. لكن.. قد يقول قائل: إن لها نهيقا عاليا مزعجا قد يصل إلى ثلاثة كيلو مترات. الحمير تختلف عن الخيول في أنها تتواجد متباعدة، وتعتمد على صوتها الهاتف عاليا لتبلغ العالم صوتها، كما أن آذانها الطويلة تساعدها في سماع الأصوات، ولربما تذوقها.
وفي بعض البلدان تعتبر الحمير عند بعض العائلات من أثمن الممتلكات. فهي البديل عن (تراكتور) المزرعة. ولطالما سحبت الحاريث بهمة ونشاط. كما أنها سيارة العائلة، و(ترولي) التسوق، ورفيق السفر؛ فهي من أفضل أنواع المواصلات- عند الحاجة إليها- إضافة إلى أنها لا تتعطل حين ينفد الوقود ولا تستسلم أمام الصعاب، مثل بعض أصدقائنا البشر!
رسم الفنانون للحمير -أيها السادة- صورا على جدران الكهوف منذ فجر التاريخ، قبل السيارة على أية حال..
وتكاد الحمير تنقرض في زماننا هذا؛ ربما لأنها مثل الديناصور، سئمت صحبة البشر، وشعرت بظلم الناس، فقررت الرحيل، أو أعلنت الإضراب عن الإنجاب!
تعالوا نتأمل صورة حمار رمادي اللون، على خلفية سهل أخضر، سنرى أجمل منظر تقع عليه العين- إذا توخينا الموضوعية- على غير عادتنا نحن البشر.. سنجد أن الحمير مظلومة.
إن أصل كلمة حمار باللغة الإنجليزية على الأقل مشتق من كلمتين معناهما "المحارب البني"، وهي إذن: محارب ذكي يحسب لكل معركة حسابها. وليس من العدل وصفها بعد ذلك بالغباء.
يعيبون على الحمير صوتها النشاز. لكن من قال إن أصوات مطربي هذا الزمان بأفضل من صوت الحمير؟ إن من حسن حظ البشر أن الحمير لا تستطيع التقدم إلى القضاء، ولو كانت كذلك لاستطاعت بجدارة أن تكسب القضية، وأن تتصدر أخبار المهرجانات، ولأصبحت الحمير شعار كل إعلان تجاري!
إن اتهام الحمار بالبلادة لظلم كبير، إنها دعاية لا أكثر ونكران للجميل. فلغايات بلاغية يستعمل لفظ الحمار من أجل التشبيه. وكأن الحمار هو المخلوق الوحيد على وجه الأرض الذي يمكن وصفه بالغباء.
أهناك من هو أكثر حكمة من الحمير؟ لا تتكلم كثيرا، تلتزم الصمت إزاء الكثير من سخافات البشر. اسألوا جورج أورويل في روايته "حيوانات المزرعة" عن شخصية (بنجامين) ذلك الحمار الحكيم.. اسألوا توفيق الحكيم وحماره العظيم.. ماذا تعلم منه؟
الحمار يفتخر بهويته، ولا يتنازل عن جواز سفره بسهولة. ولا يأخذ زوجته إلى إحدى الولايات لتلد هناك فيحصل ابنه على جواز سفر.. وحفنة دولارات!
الحمار يبقى حمارا، حتى لو عاش بين الخيول، لا يغير جلده كالأفعى.. وبعض البشر، لا يخادع كالثعلب، ولا يعتدي على غيره كوحوش الغابة. لم أسمع أبدا عن حمار حاول أن يتعلم لغة الخيول، أو يمشي كالخيول، أو يبيع وطنه كبعض البشر!
ألم تسمعوا عن ذلك الحمار الذي بلغ من العمر عتيا، فقرر المزارع أن يتخلص منه؟ بالله عليكم.. من العاق لصاحبه؟ يستعمله طول العمر في حمل الأثقال، ثم حين يقع الحمار في الحفرة بالصدفة يجد صاحب المزرعة الفرصة السانحة للتخلص من الحمار؟ فينهق الحمار بأعلى صوته، ظنا أن أحدا- من أصحاب الحمية من البشر- سينجده. فما يكون من أمر صاحبه إلا أن نادى على الجيران واستعان ببني قومه وتقرير ألا فائدة ترجى من الحمار. والأفضل أن يقوموا بردم الحفرة على الحمار.
تعاون الناس في محاولة لدفن الحمار حيا، الكل أحضر أدواته وأخذوا يهيلون التراب والأوساخ على رأس الحمار وظهره. رغم توسلاته!
جن جنون الحمار، ويئس من رحمة البشر، وفكر مليا، وحيث أن الحاجة أم الاختراع، لمعت برأسه فكرة.. فقرر أن يحرك جسمه إلى اليمين واليسار قليلا كلما حطت كمية من التراب على جسمه. قرر أن ينتفض! وهكذا كان.. فكلما وقعت عليه كتلة من التراب أزاح جسمه عنها وانتفض قليلا، فتصبح الكتلة تحته عتبات يرقى عليها. رغم أن الألم الذي عاناه الحمار كان كبيرا، إلا أنه وجد في ذلك مخرجا. تراكم التراب من تحت الحمار وزاد ارتفاع الحمار مقتربا من سطح الحفرة، حاولوا دفنه، لكنه وجد الطريقة للخروج، واجه الألم، لكنه نجا بحكمته.
لماذا معاداة الحمير؟ نعيبها وعيوبنا أكثر منها!!
هل رأيتم حمارا يقطع الشارع هكذا دون الالتفات إلى حركة المرور؟
هل رأيتم حمارا يعاند الإشارة على الطرقات؟
هل سمعتم بحمار يزعج الجيران منتصف الليل ويركب دراجة من أربع عجلات؟ هل أتاكم الأذى من الحمير؟
فلماذا لا تتوقفون إذن عن وصم الحمير بصفات هي من خصائصكم أنتم بني البشر؟ تسقطون في امتحاناتكم وترسبون، ثم تلومون الحمير.. الحمير يا سادة لا تؤمن بالامتحانات لأنها من اختراعكم أنتم بني البشر