العام الهجري الجديد ، الدروس والمعاني الخالــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدة ...

لاشك أن الأمة الإسلامية إستيقظت على عام جديد ، ليس كغيره من الأعوام السالفة ، إستيقظت على فجر جديد يكاد يشابه ذلك الفجر التاريخي الأول في المدينة المنورة ، الذي عاشه

المصطفى صلى الله عليه وسلم ، واصحابه رضوان الله عليهم جميعا ، بعدما تركوا ديارهم وأموالهم وأهلهم نصرة لدينهم وبحثا عن الحرية للممارسة شعائرهم الدينية ، وبحثا عن الكرامة

والعدل ، والجو المناسب لتكوين الدولة الإسلامية العالمية الحاملة لكل معاني الخير والعدل والحرية والكرامة والإنعتاق ، وحقوق الإنسان بصفة عامة ، إ نها الحضارة الإسلامية في أسمى معانيها ،

الحضارة التي تعتني بالإنسان كإنسان ،(( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )) ، إنها الكرامة والرزق الطيب والأفضلية

لبني آدم عامة ، فقط لأن هذه الحضارة السامية العالية ، التي ينشدها كل تواق للإنعتاق والحرية والكرامة وصرف العبودية لله وحده لا شريك له ، مصدرها وشريعتها من خالق هذا الكون ، وخالق هذا

الإنسان الذي يعلم ما يصلحه وما يفسده .

إستقبلت الأمة الإسلامية عامها الهجري الجديد ، وهي تنشد الهجرة من هذا الواقع الذي جعلها في أسفل الحضارات ، بعدما كانت سيدة هذا الكون ومصباحه المنير ، إستقبلته بشعار القطيعة مع

هذا الواقع الأليم وأقسمت أن يكون التغيير ديدنها ولا مجال للمساومة والخذلان ، وهي خير الأمم بشهادة ربها عز وجل (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتومنون

بالله )) ، فلا خيرية لهذه ا لأمة إلا بالتغيير الشامل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والإيمان بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا .

إن الهجرة النبوية ليست حدثا تاريخيا عابرا ، وإنما هي سلوك روحاني واختيار صائب ومنبع لكل تجديد وتغيير وتوبة ، فمن الهجرة النبوية الشريفة نستنشق التغيير ونستنشق هجرة المعاصي

والذنوب لمن اراد أن يذكر أو أراد خشوعا . فالهجرة عبرة ودروس لمن أراد أن يعرف حقيقة هذا الدين الإسلامي الحنيف ، الذي ترك من أجله نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ، وصحابته كل شئ

في حوزتهم (( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون ))، فالهجرة في حقيقتها التاريخية ، هي هجرة من

الكفر الى الإيمان ، ومن الضلال الى الهدى ، ومن المعصية الى الطاعة ، ومن القيد الى الحرية .... ، والهجرة لا تنقطع ، فكل مهاجر من المعصية الى الطاعة فهو مهاجر , وقد جاء في صحيح

البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمومن من آمن جاره بوائقه (يعني شروره وآثامه ) والمهاجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر

من هــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاجر ما نهى الله عنه )) .

فاللهم اجعل عملنا صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لأحد فيه شيئا ، اللهم أهل علينا أهلة هذا العام بالخير والبركة والتوبة والمغفرة آميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن .

السلام عليكم

شكرا ابوهارو على افكارك القيمة ..

اذا قارنا بين هجرتنا الى اوربا والهجرة النبوية المباركة اين يمكن ان نضع انفسنا..

هل نحن فعلا في مستوى المطلوب منا في هذه الديار..

ام اننا نرى هذا الحشد الكثير من الناس حولنا فيتلاشى استغرابنا من وجودنا هنا ..

انها تساؤلات اقف عندها مليا فلا اهدا الا عندما احلم باستنشاق نسيم بلدتى العطر

او التقط الحبات السوداء والبنية في موسمها .. او اقذف حبات حمراء في فمي تحت اشعة الشمس الذهبية ..

سنة هجرية جديدة إن شاء الله تدخل بمزيد من الإنتصارات والحبو الى الأحسن وركوب سفينة النجات
جزاك الله خيرا سي عياذ من فضلك لا تبخل علينا من المشاركات في المواضع المهمة إذن يجب ان يكون تركيزك على المواضع الحساسة سواء كنت انت الكاتب او غيرك
وكلام سي عبد القادر كذالك كان موضوع الساعة وضغط على الزنداد فربما ألم الكثير فهذه حقيقة لا تنكر
وأتى رد أخونا سعيد اليوسفي بعيار ثقيل يهمل النوم للمهمومين المقيمين في ديار المهجر الذين يفكرون أناء الليل وأطراف النهار لإنقاذ أبنائهم
فنسأل الفرج الفرج [b]

اوا ادعي معنا اسي سعيد ...

شكــــــــــــــــــــــــرا لإخواني الكرام وبدون استثناء على إغنائهم لموضوع الهجرة النبوية الشريفة ، فهو موضوع يستحق المزيد من البحث والإستفادة ، والهجرة ماضية الى يوم القيامة ، فكل

تائب من الذنب مهاجر، والذنوب صغيرها وكبيرها اشكال مختلفة ، فكل تارك لعقوق والديه مهاجر ، وكل تارك لهلاك نفسه بالتدخين ومشتقاته مهاجر، وكل تائب من غصب أراضي الناس وإعادتها

الى أهلها فهو مهاجر ، وكل هجرة مرتبطة بعزيمة ونية ، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله

ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه ...)) .

وكان مما زاد للموضوع رونقة وتأثيرا واستعطافا ما أضافه الأخ الكريم عبد القادر الزعيم بأسلوب رائع رومانسي منفلوطي في دقة البيان والبلاغة وإن من البيــــــــــــــــــــــــــــــــان لسحر ، (
ا
إنها تساؤلات اقف عندها مليا فلا اهدا الا عندما احلم باستنشاق نسيم بلدتى العطر

او التقط الحبات السوداء والبنية في موسمها .. او اقذف حبات حمراء في فمي تحت اشعة الشمس الذهبية ..) ، وقد ذكرني هذه المقولة البلاغية بشاعر مسجون من قبل عمر بن الخطاب رضي الله

عنه وأرضاه، الشاعر الحطيئة الذي هجى كل الناس وختم هجاءه بهجاء نفسه وأمه ، فلم يجد بين يديه ما يخرجه من السجن الا إستعطاف عمر بن الخطاب بشعره حتى يخرجه من السجن المظلم ،

فأنشد قصيدة وهذا مطلعها :

ماذا تقول لأفـــــــــــــراخ بذي مرخ +++++ زغب الحواصل لا ماء ولا شجر

أسكنت عائلهم في قعر مظلمــــــــــــــــــــة +++++فارحم هداك مليك الناس ياعمــر

لقد استعطف الحطيئة عمر رضي الله عنه بهذه الأبيات فبكى ، وأطلق سراحه ، وإن كان بكاؤه رضي الله عنه شفقة على أبنائه وحالتهم بعد سجن أبيهم .

نعم أخي الكريم إن هجرتنا إلى خارج بلادنا لا يمكن أن نقارنها بالهجرة النبوية الشريفة ، فنحن لم نهاجر قسرا ، ولا بسسبب منعنا من ممارسة شعائرنا الدينية ، وإنما هاجرنا من أجل دونيا نصيبها

لتحسين أوضاعنا ، وتحقيق ما لا يمكن تحقيقه في بلادنا ، وهذا النوع من الهجرة مشروع وجائز ، إذا كانت النية صادقة في البحث عن الشغل والعمل ، وقد يؤجر المسلم على ذلك ، ولا ننسى أن

الصحابة قد اشتغلوا وتاجروا بعد هجرتهم الى المدينة المنورة .

الأمر الثاني الذي أدهشني في هذه الردود ما جاء به الأخ تالكريم سعيد اليوسفي الذي لم يستثني أحدا من المهاجرين فجعلهم كلهم يهاجرون للملذات وكسب الأموال من الحلال والحرام و,,, وتحريم

الابناء من هويتهم الإسلامية , وحرمانهم من القرآن ، والتقاليد ، وكأن البلدان الإسلامية ليس فيها إلا الحفظة لكتاب الله ، وليس فيدا إلا المحافظين على هوية الامة الغسلامية ، وليس فيها أمية بلغت

مداها وأوجها ، وليس شوارعها شاغرة بالعاطلين , وليست مقاهيها شاغرة بشباب في مبتهل العمر يقضون يومهم في التدخين والمخدرات وما الى ذلك .....

فالهجرة أمر مشروع وجائز إذا كانت النية صادقة للبحث عن تحسين الأوضاع ، وألامر المحرم فيها أن يهجـــــــــــــــــــــــــــــــــر المهاجر عند هجرته دينه وصلاته وايمانه وأخلاقه وقرآنه وهويته

الإسلامية . والمحرم فيها كذلك أن يمنع المهاجر من ممارسة شعائره الدينية ، وهذا غير موجود فأنت حر في عبادة ربك أينما حللت وأينما رحلت ، وأكاد أجزم أن الأنشطة الدعوية والثقافية واتلتربوية
التي يعيشها المهاجر في بعض البلدان الاوروبية لا يعيشها المقيم في بلده الإسلامي . أما ما يصدر من بعض أبناء المهاجرين من الذوبان في التقاليد الاوروبية فسرعان ما يتلاشى هذا التقليد ويرجعون

الى هويتهم الإسلامية ، ولا أنفي أن يوجد من يستمر على ذلك أعوام كثيرة . فاللهم احفظنا كما حفظت القرآن الكريم من تحريف وتغيير.

ولا أنسى أن اشكر كل المشاركين في هذا الموضوع واطلب من الله أن يتقبل منهم جهدهم واجتهادهم آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن.

Merci pour le sujet akhi ayade, je profite de l'occasion pour vous souhaité tous bonne année musulmane bonheur et santé inchallah et prospérité pour ce forum

الإقامة في بلاد الكفر مع عدم وجود
جالية أو جامع

إذا أمكن المسلم إظهار دينه في بلاد الكفر وهو مقيم للعمل
ولكن لا يوجد جامع ولا جالية هل يأثم بهذا؟
الحمد لله
أولا :
دلت الأدلة على تحريم المقام بين ظهراني
المشركين ، ووجوب الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام لمن قدر على ذلك .

قال الله
تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ
الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا
مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ
وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا
فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) النساء/97


وقال النبي صلى الله عليه
وسلم : ( أَنَا بَرِيءٌ مِنْ
كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ ) . رواه أبو داود (2645) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
هذا هو الأصل العام ، إلا
أنه يجوز الذهاب إلى تلك البلاد للمصلحة والحاجة ، كالتجارة والدراسة
ونحوها بشرط التمكن من إظهار الدين وشعائره .
وأما من لم يمكنه إظهار الدين فإنه يحرم عليه البقاء ، وتلزمه الهجرة مع
القدرة .
ثانيا :
المقصود
بإظهار الدين هو إعلان التوحيد ، والبراءة من الشرك ، وإقامة الشعائر دون
خوف.
فقد سئل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله : أَفتنا عن معنى حديث :(مَن سَاكَن الْمشرك وَجَامَعَه فهوَ مِثله).
وحديث
:(أَنا بَرِيءٌ مِن مَسلِم بَات بَين ظهرَاني الْمشرِكِين) .
فأجاب : "حديث : (مَن جَامَعَ الْمشرِك أَو سَكن
مَعَه فهوَ مِثله) و الدليل قوله تعالى : (( يا ايها
الذين امنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى اولياء بعضهم اولياء بعض و من
يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين))
وحديث : (أَنا بَرِيءٌ مِن مسلِم بَات بَين ظهرَاني
الْمشرِكِين) هذان الحديثان هما من الوعيد الشديد
المفيد غلظ تحريم مساكنة المشركين ومجامعتهم، كما
هما من أَدلة وجوب الهجرة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام، وهذا في حق من لم
يقدر على إظهار دينه. وأَما من قدر على إظهار دينه فلا تجب عليه الهجرة،
بل هي مستحبة في حقه. وقد لا تستحب إذا كان في بقائه بين أَظهرهم مصلحة
دينية من دعوة إلى التوحيد والسنة وتحذير من الشرك والبدعة علاوة على
إظهاره دينه.
وإظهاره دينه ليس هو مجرد فعل الصلاة وسائر فروع
الدين واجتناب محرماته من الربا والزنا وغير ذلك. إنما إظهار الدين مجاهرته
بالتوحيد والبراءة مما عليه المشركون من الشرك بالله في العبادة وغير ذلك
من أَنواع الكفر والضلال " انتهى من "فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم" (1/77).
وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : ما حكم من
خاف من اعتداء الكفار والمشركين وجاملهم في بعض أفعالهم المنكرات؛ خوفًا
منهم، وليس إقرارًا أو رضاء بما يفعلون ؟
فأجاب : "لا يجوز [size=21]للمسلم أن يجامل الكفار على حساب دينه، أو أن يوافقهم في
أفعالهم؛ لأن أفعالهم ربما تكون كفرًا وشركًا وكبائر من كبائر الذنوب؛ فلا
يجوز للمسلم أن يوافقهم على ذلك، أو أن يشاركهم في ذلك باختياره، بل الواجب
عليه أن يُظهِرَ دينه .
ولا يجوز له الإقامة مع الكفار والبقاء في بلادهم إلا إذا كان يقدر على
إظهار دينه؛ بأن يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويدعو إلى الله عز وجل،
هذا هو إظهار الدين؛ فإذا كان لا يستطيع ذلك؛ وجب عليه أن يُهاجِر إلى بلاد
المسلمين من بلاد الكفار، ولا يبقى فيها على حساب دينه وعقيدته " انتهى من
"المنتقى" (1/254).[/size]
وإظهار
الدين على هذا الوجه يتعذر غالبا على من يعيش بمفرده في هذه البلاد ، أو
مع جماعة قليلة من المسلمين .
وعلى فرض تمكنك من إظهار
دينك ، فإن البقاء بمعزل عن المسلمين ،
له آثاره السيئة التي لا تخفى على النفس والأهل والذرية ، ومعلوم أنه توجد
أجيال من المسلمين قد انسلخت عن دينها ولغتها وقيمها بسبب البقاء في هذه
البلدان ، لا تسمع الأذان ، ولا تشهد الجماعة ، ولا ترى
المؤمنين ، والكفر يحيط بها من كل جانب ، والمنكرات تغزوها من كل صوب .
فلهذا ننصحك بالفرار بدينك ،
والمحافظة على نفسك ومن معك ، والانتقال إلى بلاد الإسلام ، أو إلى محل
يكثر فيه تجمع المسلمين ، وتتمكن معهم من إقامة الجمعة والجماعة ، وإظهار
الأذان ، وإعلان الشعائر .
ونضع بين يديك نصيحة كتبها الشيخ ابن باز رحمه الله تناسب المقام :
قال رحمه الله في رسالة وجهها لمسلم يقيم في إيطاليا : " فإشارة إلى رسالتك
التي تذكر فيها أنك شاب مسلم تقيم في إيطاليا ، وأن بها شبابا من المسلمين
كثيرين ، وأن أغلبهم استجاب لرغبة الصليبيين في إبعادهم عن دين الإسلام
وتعاليمه السامية ، فأصبح أغلبهم لا يصلي ، وتخلق بأخلاق سيئة ، ويعمل
المنكرات ويستبيحها . . إلى غير ذلك مما ذكرته في رسالتك .
وأفيدك بأن الإقامة في بلد يظهر فيها الشرك والكفر ، ودين النصارى وغيرهم
من الكفرة لا تجوز ، سواء كانت الإقامة بينهم للعمل أو للتجارة أو للدراسة ،
أو غير ذلك ؛
لقول الله تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ
قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ
قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا
فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا إِلَّا
الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا
يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولَئِكَ عَسَى
اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ) .

ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين ).

وهذه الإقامة
لا تصدر عن قلب عرف حقيقة الإسلام والإيمان ، وعرف ما يجب من حق الله في
الإسلام على المسلمين ، ورضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله
عليه وسلم نبيا ورسولا .
فإن الرضا بذلك يتضمن من محبة الله ،
وإيثار مرضاته ، والغيرة لدينه ، والانحياز إلى أوليائه ما يوجب البراءة
التامة والتباعد كل التباعد من الكفرة وبلادهم ، بل نفس الإيمان المطلق في
الكتاب والسنة ، لا يجتمع مع هذه المنكرات ، وصح عن جرير بن عبد الله
البجلي رضي الله عنه أنه قال : يا رسول الله بايعني واشترط

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( تعبد الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتناصح المسلمين وتفارق المشركين )
أخرجه أبو عبد الرحمن النسائي ،
وصح عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : ( أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين )

وقال عليه الصلاة
والسلام : ( لا يقبل الله عز وجل
من مشرك عملا بعد ما أسلم ؛ أو يفارق المشركين ) والمعنى حتى يفارق
المشركين .

وقد صرح أهل العلم بالنهي عن ذلك ،
والتحذير منه ، ووجوب الهجرة مع القدرة ، اللهم إلا رجل عنده علم وبصيرة ،
فيذهب إلى هناك للدعوة إلى الله ، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور ،
وشرح محاسن الإسلام لهم ،
وقد دلت آية سورة براءة :( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ
وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ
وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا
وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ
وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )
على أن قصد أحد
الأغراض الدنيوية ليس بعذر شرعي ، بل فاعله فاسق متوعد بعدم الهداية إذا
كانت هذه الأمور أو بعضها أحب إليه من الله ورسوله ، ومن الجهاد في سبيل
الله . وأي خير
يبقى مع مشاهدة الشرك وغيره من المنكرات والسكوت عليها ، بل وفعلها ، كما
حصل ذلك من بعض من ذكرت من المنتسبين للإسلام .
وإن زعم المقيم من المسلمين بينهم أن له
أغراضا من الأغراض الدنيوية ، كالدراسة ، أو التجارة ، أو التكسب ، فذلك لا
يزيده إلا مقتا .

وقد جاء في كتاب الله
سبحانه وتعالى الوعيد الشديد والتهديد الأكيد على مجرد ترك الهجرة ،

كما في آيات سورة
النساء المتقدم ذكرها ، وهي قوله تعالى : ( إِنَّ
الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ )
الآيات وما بعدها . فكيف بمن يسافر إلى
بلاد الكفرة ، ويرضى الإقامة في بلادهم ، وكما سبق أن ذكرت
أن العلماء رحمهم الله تعالى حرموا الإقامة والقدوم إلى بلاد يعجز فيها
المسلم عن إظهار دينه ، والمقيم للدراسة أو للتجارة أو للتكسب ، والمستوطن
،حكمهم وما يقال فيهم حكم المستوطن لا فرق ، إذا كانوا لا يستطيعون إظهار
دينهم ، وهم يقدرون على الهجرة .
وأما دعوى بغضهم وكراهتهم مع الإقامة في ديارهم فذلك لا يكفي ، وإنما حرم
السفر والإقامة فيها لوجوه ، منها :
1 -
أن إظهار الدين على الوجه الذي تبرأ به الذمة متعذر وغير حاصل .
2 - نصوص العلماء رحمهم الله تعالى ، وظاهر كلامهم
وصريح إشاراتهم أن من لم يعرف دينه بأدلته وبراهينه ، ويستطيع المدافعة عنه
، ويدفع شبه الكافرين ، لا يباح له السفر إليهم .
3 - من شروط السفر إلى بلادهم : أمن الفتنة بقهرهم
وسلطانهم وشبهاتهم وزخرفتهم ، وأمن التشبه بهم والتأثر بفعلهم .
4 - أن سد الذرائع وقطع الوسائل الموصلة إلى الشرك
من أكبر أصول الدين وقواعده ؛ ولا شك أن ما ذكرته في رسالتك مما يصدر عن
الشباب المسلمين الذين استوطنوا هذه البلاد هو من ثمرات بقائهم في بلاد
الكفر ، والواجب عليهم الثبات على دينهم والعمل به ، وإظهاره ، واتباع
أوامره ، والبعد عن نواهيه ، والدعوة إليه ، حتى يستطيعوا الهجرة من بلاد
الشرك إلى بلاد الإسلام .
والله المسؤول أن يصلح أحوالكم جميعا ، وأن يمنحكم الفقه
في دينه والثبات عليه ، وأن يعينكم على الهجرة من بلاد الشرك إلى بلاد
الإسلام ، وأن يوفقنا وإياكم وجميع المسلمين لكل ما يحبه ويرضاه ، وأن
يعيذنا وإياكم وسائر المسلمين من مضلات الفتن ومن نزغات الشيطان ، وأن
يعيننا جميعا على كل خير ، وأن ينصر دينه ، ويعلي كلمته ، وأن يصلح ولاة
أمور المسلمين ويمنحهم الفقه في دينه ، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في
بلادهم ، والتحاكم إليها ، والرضا بها ، والحذر مما يخالفها ، إنه ولي ذلك
والقادر عليه" انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (9/403).

نسأل الله
تعالى أن يلهمك رشدك ، وأن ييسر أمرك ، وأن يوفقك للخير والبر حيث كان .

والله أعلم .


منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول

assalamo 3alaikom warahmato alah

jazakom allah 3la ahada lamwdo3 al mohem bayada allaho wojohakom .

almuchkila akhi said khasna nkono wa9i3iyen alhmdollah hna hna f europa ktab lina tarf nta3 lkhobz akhi fe allah hna hna makantfrjouj wala kandero li bgaw homa .Hna alhmadollah bnina masajid 3indana imam lana markaz islami 3andna fin kaihafdo alquran al karim walakin almuchila laisat fe al gurba bal hia fe adin ya akhi .kifach wsla islam lhad nas li jinahom gorabaa hna kant3mlo m3ahom b sefat al muslim .

homa kait3lmo ana khadam m3a mol7eden ya akhi mani kanhdar m3ahom 3la din katjehom s3iba bach ifhmo lik mazian khashom ifahmo chno howa had din o din khasak nta tkon muslim o 3arf chno kadere machi tgolo ana muslim o tab9a tkhrba9 al muslim lih 7odod akhi fe allah .

nahno fe hadaehe al belad soufaraa al islam had chi li ktab lina f had lbalad .walakin nraj3o l ainzora li bgete tahdr 3liha ana sakan 9adam l9ahwa kant tma f ramadan mani waslat wa9t al3icha ana gade nsale bgit kant3ajab ya akhi nasa galsin fa la9hwa ga3 mamsaw9ina khi said walakin 3lach mastjbouch .kaiban lia rak 3araf 3lach hit homa gi tzado f ala islam yak ba3da alhmdollah yhna kansalew o kandero jouhd bach nabniw masjid fe bach echofo amuslim 3lach 9ad wahna asi said bach tabni masjid khasak man3rf machal man sana wanta katsana bach y waf9o lik wa mach7an man nas europa aslamo 3ala yade man ya kahi yade al muslim .wallah al 3adin lokan tchof wahad muslim man tarf aslam wa sawlo kifach aslam wallah hatta tabki mani gade golak kifach aslam b mo3amal amulin ma3ahom lotf rahma sada9a iman ihterma.etc

samholia achkorokm jami3an 3la hada mawdo3 jazakom allah bayada alaho wojohakom akhomkomk muhamed anis o7ebokom fe allah .

نريد بحول الله وتوفيقه أن نناقش مع الأخ عبد المجيد الأدلة التي أوردها ، في موضوع الهجرة والإقامة في بلاد غير المسلمين ، لنزيد للموضوع

كثيرا من الأهمية ومزيدا من الإستفادة ، وبذلك فقد ناقش الأخ الكريم الموضوع من زاوية فقهية ، معتمدا على أدلة من الكتاب والسنة ، وإن كان كما

أشار في ختام مداخلته الى أن الموضوع منقول من جهة معينة ، ولكل واحد طريقته في التعامل مع المصادر والمراجع المعتمدة ، وقد ارتأيت أن

أقف أكثر مع هذه الأدلة لنستخرج منها مزيدا من الأحكام والفوائد.

الدليل الأول هو قوله تعالى في سورة النساء : (( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ( 97 ) )

قوله تعالى : ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ) الآية ، نزلت في ناس من أهل مكة تكلموا بالإسلام ولم يهاجروا ، منهم : قيس بن الفاكه بن المغيرة وقيس بن الوليد بن المغيرة وأشباههما ، فلما خرج المشركون إلى بدر خرجوا معهم فقتلوا مع الكفار ، فقال الله تعالى : ( إن الذين توفاهم الملائكة ) أراد به ملك الموت وأعوانه ، أو أراد ملك الموت وحده ، كما قال تعالى : " قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم " ( السجدة - 11 ) ، والعرب قد تخاطب الواحد بلفظ الجمع ( ظالمي أنفسهم ) بالشرك ، وهو نصب على الحال أي : في حال ظلمهم ، قيل : أي بالمقام في دار الشرك لأن الله تعالى لم يقبل الإسلام بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالهجرة ، ثم نسخ ذلك بعد فتح مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا هجرة بعد الفتح " ، وهؤلاء قتلوا يوم بدر وضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم ، وقالوا لهم : فيم كنتم؟ فذلك قوله تعالى : ( قالوا فيم كنتم ) أي : في ماذا كنتم؟ أو في أي الفريقين كنتم؟ أفي المسلمين؟ [ ص: 273 ] أم في المشركين؟ سؤال توبيخ وتعيير فاعتذروا بالضعف عن مقاومة أهل الشرك ، و ( قالوا كنا مستضعفين ) عاجزين ، ( في الأرض ) يعني أرض مكة ، ( قالوا ) يعني : الملائكة ( ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ) يعني : إلى المدينة وتخرجوا من مكة ، من بين أهل الشرك؟ فأكذبهم الله تعالى وأعلمنا بكذبهم ، وقال : ( فأولئك مأواهم ) منزلهم ( جهنم وساءت مصيرا ) أي : بئس المصير إلى جهنم . أنظر تفسير البغوي .

يتضح من قول الله عز وجل أن هؤلاء النفرالذين نالوا هذا الجزاء الوخيم وهذا المصير المسئ ((أولائك مأواهم جهنم وساءت مصيرا))، إنما نالوه

للأسباب التالية :

ـــــ إنهم أمروا بالهجرة مع المهاجرين الى المدينة المنورة ،فتخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ـــــ إن الله تعالى لم يقبل الإسلام ممن لم يهاجر من مكة الى المدينة المنورة ، عند الهجرة النبوية الشريفة، وقد نسخ هذا الحكم بعد فتح مكة

ـــــ إن هؤلاء النفر كانوا بين أظهر المشركين في مكة ، وقد تعرضوا للفتنة في عقيدتهم ، ومنهم من ارتد عن الإسلام .

ـــــ إنهم أقاموا في دار الحرب التي تهيؤ نفسها للسطو على المسلمين في المدينة المنورة .

ــــ إنهم إستحقروا عدد المسلمين فدخلهم الشك في دينهم فارتدوا عن دينهم وخرجوا مع قريش في غزوة بدر فقتلوا على الردة ، أنظر تفسير الجامع
لأحكام القرآن .

الخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاصة

أمام معرفتنا الشاملة لأسباب نزول هذه الآية ,، ومعرفتنا لتفسيرها الواضح ، هل يمكن أن نستدل بها في قضية الإقامة في البلدان غير الإسلامية ،

التي تربطنا معهم علاقات سلمية ، وتبادل في المصالح ، كالتجارة منها الصادرات والواردات , والبحث العلمي ، وتبادل الأيادي العاملة في جو

قانوني يحفظ للمهاجر حقوقه العادلة ، ويحفظ له ممارسة شعائره الإسلامية بكل حرية . أم أن الآية لا يمكن الإستدلال بها إلا في حالة خوف الإنسان

على ذوبانه في غير عقيدته كالردة والتنصر ، أو الإقامة في بلد محارب لبلده المسلم فوجب عليه أنذاك الهجرة وعدم الإنتظار .

وفي الفرصة المقبلة بحول الله مع الحديث النبوي الكريم .

وفاء بعهدي واستجابة للاخ الكريم عبد المجيد ، للكشف أكثر عن محتويات الحديث الذي أورده في سياق ، الحكم الشرعي في الإقامة في بلاد غير المسلمين ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم :((

أنا برئ من كل مسلم يقيم بين اظهر المشركين لا تتراءى نارهما ))، هذا الحديث رواه أبو داود من حديث الصحابي الجليل جرير بن عبد الله ، وذكر أبو داود أن جماعة من اهل السنن لم يذكروا

جريرا في روايتهم ، فهذا الحديث حديث مرسل عندهم ، والحديث المرسل عند المحدثين ضعيف .

هذا الحديث كما يقول العلامة محمد رشيد رضا ، ورد في وجوب الهجرة من أرض المشركين الى النبي صلى الله عليه وسلم لنصرته ، وسبب ورود هذا الحديث أو قوله من طرف النبي صلى الله

عليه وسلم ، انه لما بعث سرية الى خثعم ( والسرية لا تبعث إلا الى بلاد الحرب )، فعند بلوغ السرية وعلى رأسها خالد بن الوليد الى خثعم قام ناس من خثعم فأبطأوا في السجود ، فأسرع القتل ، وقتل

منهم من قتل من الذين أبطأوا السجود , فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمر لهم بنصف الدية ، لأنهم كان عليهم أن يظهروا إسلامهم ، وأن ينصروا المسلمين عندما حمي الوطيس ، وعندما

إختلط الحبل بالنبل ، وقد عنف النبي صلى الله عليه وسلم على خالد هذا القتل ، وفي هذا الصدد قال صلى الله عليه وسلم : (أنا برئ من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين لا تتراءئ نارهما)) , والبراءة هنا لا
تعني البراءة من الدين وإنما تعني البراءة من المسؤولية ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان نبيا ورسولا وحاكما ....