ردا على سؤال الأخ سعيد المتعلق بالمشاركة في انتخابات25 نونبر ، أو مقاطعتها فنقول : إن المشاركة أو المقاطعة مرتبط بقناعات كل واحد منا ، وبالجملة يمكن اختصار هذه القناعات في ثلاثة
عناصر أساسية حسب اعتقادي .
أولا : القناعات القبلية أو الجهوية .
ثانيا : القناعات المالية .
ثالثا : القناعات الأخلاقية السلوكية .
ــــ القناعات القبلية : كثير من الناس يدلون ويعطون أصواتهم لتزكية مرشح قبيلتهم ، ويرون في ذلك ميزة مهمة لقبيلتهم ، دون النظر الى صلاح المنتخب ومستواه الإيماني أو الثقافي أو..، وهذه كارثة
قد تؤدي بفوز من لا يستحق ولا يعرف للمسؤولية معنى ، يكفيه من هذا المنصب تحقيق مــــــــــــــــــآربه الخاصة. وهذا النوع من الإختيار هو الذي جعل البرلماني يفقد مصداقيته في نظر الشعب . لأن
اختياره لم يكن عادلا وناتجا عن قناعة مسؤولة . وهؤلاء يلتمسون رضى المخلوق بسخط الخالق عز وجل .
ــــ القناعات المالية : كثير من الناخبين ينتظرون هذه المواسم وهذه الفرص ، ليبيعوا هممهم وشرفهم وطولهم وعرضهم وقيمتهم وشعورهم و...، بثمن بخس دراهم معدودة ، ولا يهمهم صلاح المرشح
أوفساده ، وتلك شهادة الزور بعينها . فلا ينتج عن هذا النوع من الإختيارإلا أصحاب الأنانيات الملهفين الى جمع الأموال وتزييف الميزانيات .
ــــ القناعات الأخلاقية : أصحاب هؤلاء القناعات قليلون ، وهم الذين يعلمون أن صوتهم مسؤولية وأمانة وشهادة وٍرضى للخالق عز وجل , أوسخطا له سبحانه وتعالى ، فلا يطمحون بصوتهم
إرضاء ابن القبيلة أوسخطه ، أوالحصول على أموال زائفة ببيع شرفهم وقيمتهم . وفي هذا الصدد يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من التمس رضاء الله بسخط الناس ، كفاه الله مؤونة الناس ...))،
وها نحن أخي اليوسفي مع هذه القناعات الثلاثة ، فأيهما نختار ، فلا شك أن أصحاب الهمم العالية لا يمكن أن يعطوا صوتهم إلا لمن كانت يده متوضئة من مال الحرام ، ولا يطمعون في فوزهم للحصول
على مزيد من المال وتقسيم ثروة البلاد ، فلمثل هؤلاء انطلاقا من قناعتي أدلي لهم بصوتي ، وأفتخر لأنني اخترت من يمثلني ويحقق أمال المحرومين ، أما إذا انعدم مثل هؤلاء ، فألزم بيتي يوم الإنتخاب
وأنتظر فوز من لايستحق الفوز .وأستنتج أن الإنتخابات جرت في جو غير أخلاقي ، وغير تعددي ، وأزيد يقينا وإيمانا بمبدئ الشورى التي يدعو إليها الإسلام الحنيف ، التي يقوم بها أهل الحل والعقد
من العلماء الربانيين لإختيار من يمثل الناس ممن تتوفر فيهم الخصال الراقية .