هذا بروفسور امريكي في الرياضيات يحدثنا عن اسلامه :
"لقد كانت غرفة صغيرة ..ليس فيها اثاث ما عدا سجادة حمراء ولم يكن ثمة زينة على جدرانها الرمادية
وكانت هناك نافذة صغيرة يتسلل منها النور ... كنا جميعا في صفوف وانا في الصف الثالث لم اكن
اعرف احدا منهم كنا ننحني على نحو منتظم فتلامس جباهنا الارض وكان الجو هادئا .. وخيم السكون
على المكان ..نظرت الى الامام فاذا شخص يؤمنا واقفا تحت النافذة كان يرتدي عباءة بيضاء ..
استيقظت من نومي .. رايت هذا الحلم عدة مرات خلال الاعوام العشرة الماضية ..وكنت اصحو على
اثره مرتاحا ...
في جامعة سان فرانسيسكو تعرفت على طالب عربي كنت ادرسه فتوثقت علاقتي به واهداني نسخة
من القرءان ..فلما قراته لاول مرة شعرت كان القرءان هو الذي يقراني ..
وفي يوم عزمت على زيارة هذا الطالب في مسجد الجامعة هبطت الدرج ووقفت امام الباب متهيبا الدخول
فصعدت واخذت نفسا طويلا وهبطت ثانية ..لم تكن رجلاي قادرة على حملي ..مددت يدي الى قبضة الباب
فبدات ترتجف ثم هرعت الى اعلى الدرج ثانية ..
شعرت بالهزيمة وفكرت بالعودة الى مكتبي ..مرت عدة ثوان كانت هائلة ومليئة بالاسرار اضطرتني ان انظر
خلالها الى السماء لقد مرت علي عشر سنوات وانا اقاوم الدعاء والنظر الى السماء اما الان فقد انهارت المقاومة
وارتفع الدعاء ..'اللهم ان كنت تريد لي دخول المسجد فامنحني القوة '..
نزلت الدرج دفعت الباب كان في الداخل شابان يتحادثان . ردا التحية وسالني احدهما .. هل تريد ان تعرف شيئا
عن الاسلام ..اجبت نعم ..نعم ..وبعد حوار طويل ابديت رغبتي باعتناق الاسلام فقال لي الامام ..
قل اشهد ..قلت اشهد ..قال ان لااله ..قلت ان لااله ..لقد كنت اؤمن بهذه العبارة طوال حياتي قبل اللحظة ..
قال الا الله..رددتها ..قال واشهد ان محمدا رسول الله ..نطقتها خلفه ..
لقد كانت هذه الكلمات كقطرات الماء الصافي تنحدر في الحلق المحترق لرجل قارب الموت من الظما
لن انسى ابدا اللحظة التي نطقت بها بالشهادة لاول مرة ..لقد كانت بالنسبة الي اللحظة الاصعب في حياتي ولكنها الاكثر
قوة وتحررا ..
بعد يومين تعلمت اول صلاة جمعة كنا في الركعة الثانية ..والامام يتلو القرءان ونحن خلفه مصطفون
الكتف على الكتف كنا نتحرك وكاننا جسد واحد ..كنت انا في الصف الثالث وجباهنا ملامسة للسجادة الحمراء
وكان الجو هادئا والسكون مخيما على المكان ..والامام تحت النافذة التي يتسلل منها النور يرتدي عباءة
بيضاء ..صرخت في نفسي انه الحلم ..انه الحلم ذاته ..تساءلت هل انا الان في حلم حقا ..فاضت عيناي
بالدموع ..السلام عليكم ورحمة الله ..انفتلت ورحت اتامل الجدران الرمادية ..تملكني الخوف والرهبة
عندما شعرت لاول مرة بالحب الذي لا ينال الا بان نعود الى الله "