السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الجمعة 17/06/2011
الموضوع : الغش والخداع
إن الحمد لله ...
عن ابي هريرة (ض) :أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا فقال:
"ماهذا ياصاحب الطعام ؟". قال :اصابته السماء (المطر) يارسول الله ، قال صلى الله عليه وسلم "أفلا جعلته فوق
الطعام حتى يراه الناس من غش فليس مني "الإمام مسلم.
إن من أعظم ما حاربه الشرع الإسلامي الحنيف "الغش" بكل
أنواعه ومختلف صوره وفي جميع ميادين الحياة
الغش طريق موصل إلى سخط الجبار جلا وعلا، ووسيلة إلى دخول النار وسبب لحرمان البركة في هذه الدار،
والمتأمل في واقع بعض الناس اليوم يجد تفننا في الغش وتحايلاً في التزور والخداع مما لا يرضى الله جلا وعلا،
و قد دخلت هذه الأفة القبيحة في مجالات كثيرة منها :الغش في النصيحة والغش من الحكام للرعية والغش في أمور
الزواج الطلاق، ولكن أكثر صور الغش انتشارا في مجتمعات المسلمين نجدها في المعاملات المالية
أيها المسلمون : إن ألغش جريمة منكرة لا تصدر إلا من النفوس المريضة، إذ كيف يرضى المسلم الغش لغيره وهو لا يرضاه لنفسه
إن مجتمع المسلمين في الأصل مجتمع يعمره الحب وتسوده النصيحة، ويغلب على أفراده البر والصدق والوفاء، ومن هنا لا مكان
فيه لغشاش مخادع مراوغ غدار، فقد اشتد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتنديد بالغش والخديعة ،وحكم على الغشاش بالنبذ
والبعد عن المسلمين، لأنه ليس على سيرتهم ، قال صلى الله عليه وسلم "من غشنا فليس منا والمكر والخديعة في النار "حسنه الألباني في الإرواء.
و إضافة للعقوبةالأخروية للغاش فإنه لا يسلم من العقوبة الدنيوية، عن ابي هريرة (ض)عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلاً كان يبيع الخمر في سفينة، وكان يشوب الخمر بالماء
ومعه قرد، فأخذ الكيس فصعد الدقلة _ الخشبة التي يمد عليها شراع السفينة _ فجعل يلقي دينارا في البحر، وديناراً في السفينة، حتى جعله نصفين "أحمد وصححه الألباني
وقد تنزع البركة من مال الغشاش، أو يطعم به ولداً يكون له عاقاً
أو غير ذلك، وأعظم وأشد من هذا كله ما ينتظره في الأخرة من العقوبة
قال تعالى (ويلٌ للمطففين ...)
أيها الأخ الكريم :يامن تغش المسلمين وغير المسلمين وتعلل ذلك بانتشار هذا بين الناس لتأكل الحرم
فحتى لو تصدقت من هذا المال الذي اكتسبته عن طريق الغش لن ينفعك ، قال صلى الله عليه وسلم "من اكتسب مالاً من مأثم فوصل به رحمه،
أو تصدق به، أو أنفقه في سبيل الله، جمع ذلك كله جميعاً وقذف به في جهنم .رواه أبو داود مرسلاً وحسنه الألباني
أيها المسلمون :الغش والخداع والتدليس كبيرة من كبائر الذنوب تدل على ضعف الإيمان بالله وقلة مراقبته والخوف منه ، والغشاش يخفي الحق ويظهر الباطل،
وهو بهذا يعمل أعمال المنافقين وهذا العمل يؤدي إلى تفكك المجتمع وخلخلة بنائه، وكل مجتمعٍ تكاثر فيه الغش والخداع فهو مجتمع يتأخر ولا يتقدم .
والغش له اضرارٌ كثيرة منها :
_ أنه طريقٌ موصل إلى النار.
_ أنه دليلٌ على دناءة النفس وخبثها
_ أنه يبعد العبد من رحمة الله
_ أنه طريقٌ للحرمان من اجابة الدعاء
_ أنه دليلٌ على نقص الإيمان
_ أنه سببٌ لحرمان البركة في المال والعمر
إلى غير ذلك من الأضرار ...