بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع : القناعة
التاريخ : الجمعة 10/06/2011 م . الموافق : 8 رجب 1432 ه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد :
قال تعالى "ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم ..."طه 131-132
القناعة هي الاكتفاء من المال بقدر الحاجة و الكفاف، وعدم الاهتمام بما زاد عن ذلك ، وهي صفة كريمة تعرب عن عزة النفس
و شرف الوجدان وكرم الأخلاق ، وللقناعة أهمية كبرى، و أثرٌ بالغ في حياة الانسان، و تحقيق رخائه النفسي و الجسمي.
فهي تحرره من عبودية المال، واسترقاق الحرص والطمع، وتنفخ فيه روح العزة والكرامة والعفة والترفع عن الدنيا، والقانع بالكفاف
أسعد حياة و أرخى بالاً واكثر استقراراً من الطماع الحريص المتفاني في سبيل أطماعه وحرصه، الذي لا ينفك عن القلق والمتاعب والهموم ،
ولهذا فلو قنع الناس بالقليل لما بقي بينهم فقير ولا محروم ولو رضي العبد بما قُسم له لاستغنى عن الناس وصار عزيزاً و إن كان لايملك من الدنيا الكثير.
روى الشيخان والترمذي من حديث ابي هريرة (ض)عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس ".
و الانسان القانع يحبه الله ويحبه الناس، والقناعة تحقق للإنسان خيراً عظيماً في الدنيا والآخرة ، فهي سبب البركة في الرزق وهي أفضل الغنى ،
وهي كنز لاينفذ، وهي التي تجعل صاحبها حرًّا لا يتسلط عليه الآخرون، والمسلم القانع يعيش في راحة وأمان واطمئنان وسلام .
قال صلى الله عليه وسلم : "من أصبح منكم آمناً في سربه مُعافىً في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا " رواه الترمذي و ابن ماجه.
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"لو كان لا بن آدم واديان من ذهب لا بتغى لهما ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب" . رواه مسلم
يقول ابن مسعود (رضي الله عنه ) "ما من يوم إلا وملك ينادي :يا ابن آدم ، قليل يكفيك خير من كثير يُطغيك "
أيها المسلم :تذكر أن الدنيا ساعة، فاجعلها طاعة وأن النفس طمّاعة فعوّدها القناعة .
قال صلى الله عليه وسلم : " قد أفلح من أسلم ورُزق كفافاً ، وقنّعه الله بما آتاه" رواه مسلم .
قال أحد الحكماء :
هي القناعةُ لا ترضى بها بدلًا فيها النّعيمُ وفيها راحةُ البدن
أُنظر لمن ملك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير القُطن والكفن
روى الإمام مسلم من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من سأل الناس تكثُّراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر".
والختم بالدعاء .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[justify][right]