السلام عليكم
لاشك ان احدكم قد قرا هذا المقال في موقع الدريوش سيتي ..فاتفق معه او لم يتفق معه .. فما رايكم ان نناقش بعض الافكار الواردة فيه .. خاصة واننا في عين زورة 24 معنيون ايضا بما تضمنه المنشور
شاكرين مسبقا صاحبه على افكاره الجميلة ..
فالى المقال :
هل يعاني إقليم الدريوش من قلة الأقلام؟؟
بقلم : اكرم فاضل
إذا سألنا،أو إذا رغبنا في طرح سؤال،من قبيل ما هو معنون أعلاه،فستأتي الإجابة دون ريب أننا فعلا نعاني من قلة الأقلام في الإقليم،هذا إذا لم نقل أنها تكاد تكون منعدمة.
ولعل هذا يعود بنا إلى سنوات خلت،سنوات ما قبل تكوين الإقليم الفتي،لأن كل الأقلام كانت إبان ذلك محسوبة على إقليم الناظور،وكان هذا الوضع "إلى حد ما" يطغى على التمحيص في جهاته وقراه والتنقيب على أي كاتب في زواياه.فالناظور،كإقليم سابق كان يجمع في طياته إقليم الدريوش الفتي،وكان يغطي على كنه التسائل عن كاتب في منطقة الدريوش،وقد يجرنا استدراك السوابق إلى الطبيعة الوطنية التي لا تهتم بالقراءة التي تأتي و تنتج الكتابة.
ما يهمنا في السؤال هو اليوم،ما يهمنا هو ما بعد تأسيس الإقليم الجديد الذي يمثل الريف الأوسط،وهو إقليم يمثل قبائل عظيمة مترامية الأطراف ولها مكانتها التاريخية،وهي مطالسة وآيت توزين وآيت سعيد وتفرسيت وتمسمان و وآيت وليشك...ويضم مدن وقرى لها دلالاتها،أولها حاضرته الدريوش وميضار وبن الطيب والكبداني وتفرسيت وعين الزهرة وآيت توزين وكرونا وقاسيطا ...
كل هذه القرى والبلدات والحواضر،إذا ما قارنا تعداد سكانها مع عدد أقلامها،سنصاب بدوار وبصدمة،وربما ستظهر أمام بعضنا دائرة سوداء ينظر إليها على أساس أن العجلة لموته أفضل من حياته !
صحيح أن شباب حواضر الإقليم،انطلق بعد تأسيسه (الإقليم) ومنهم ما قبل ذلك،إلى إنشاء مواقع إلكترونية تمثل حواضرها وقراها إعلاميا،وقد استحسن الكثير هذه الطلعات،وخاصة الذين تطلعوا إلى المستقبل،فالخاطر الذي حل على الجميع إبان تلك الفترة هو إنتقال قراهم من التهميش إلى التنمية بتأسيس إقليم جديد قريب إليهم،وذلك بعدما كانت الناظور والمدن القريبة منه تطغى وتستفرد بأموال الدولة كما استفردت بالجانب الإعلامي،ولكم في ذلك مقارنة ما بين الناظور والعروي وسلوان وبني أنصار،وبين حواضر الإقليم الجديد.لكن مع ذلك لم يخب الخاطر وها نحن نشاهد أثر تأسيس الاقليم وهو يغير واجهات عدد من القرى والمدن في الإقليم الجديد،ولو أن الجانب الإعلامي منه بقي على حاله،إن لم نقل أنه تهاوى إلى أعماق مهولة ومخيفة.
لا ننكر أن لكل بلدة وحاضرة في الإقليم الجديد موقعها الإلكتروني الخاص ولا يمكن أن ننكر، بالموازاة مع ذلك،التصميمات الجيدة والبديعة،ولكن ما إن نخوض في المحتوى،حتى نقف على هول فراغ مهول،فمنها من تنشر الأخبار دون استناد إلى الطريقة المطلوبة لكتابتها ومنها من تموت دهرا وتحيى دقيقة،ولو أن هذا الموقع يحفظ "إلى حد ما" ماء الوجه.
إذا،وحده الدريوش سيتي يعمل بطريقة مدارية ومدوامة،لا يمكن أن يقع حدث في حاضرة الإقليم (الدريوش) إلا وسارع إلى نشره،ولا أحد سيختلف معي،إذا كان متابعا مستقلا،أن الدريوش سيتي هو المنبر النابض في الإقليم،وذلك رغم الصعوبات التي فصلها المميز سعيد أدرغال في موضوع وضع فيه تاج شخصية السنة على رأس الموقع نفسه،وهو موضوع في ما فيه من مكامن الصعوبات وتظافر المجهودات.
هذا في ما يخص الإعلام الإلكتروني في الإقليم،وهو الاعلام الوحيد المتوفر في الإقليم،لكن،أليس من البديهي،أن ننظر إلى الأمر من منطلق آخر،من منطلق أنه لو كانت المواقع الإلكترونية مدرة للدخل لكانت تلبي الطموحات؟
قد يكون ذلك ممكنا في ما يتعلق بالتصميم وسرعة نشر الخبر وما إلى ذلك،ولكن إمكانيته تنعدم في ما يخص الأصل،والأصل هو في القلم،في كتاب يقدرون على حمل مشعل الفكر والرأي،وهذا ما هو منعدم (تقريبا) في كل الإقليم،إلا من أفراد يعدون على رؤوس الأصابع.نذكر منهم مصطفى بنعودة،وسعيد أدرغال،وعبد المالك مروان،وسعيد الفراد،وفريد العيطا،والصاعد معاد أصيلي،والكبير التيجاني بولعوالي الذي يكتب "في الفترة الأخيرة"،للعالم أكثر من كتابته للوطن والاقليم الذي شهد يوم مولده،ولو أنه لا يحاسب على ذلك،فالمهم هي الكتابة،وإنتاج جيل جديد من الكتاب،ولو أن ذلك من الاستحالة بمكان،بالنظر إلى التهجين والتهجيل الذي يطال شبابنا،وبالنظر أيضا إلى فساد واضمحلال الجهاز التربوي التعليمي في البلد،الذي يكون الشباب للإرتزاق أكثر منه إلى تكوينهم في مجال الفكر والإبداع،وشتان بين هذا وذاك،فالتكوين الأول لا يهتم إلا بالماديات التي تطيل إبقائنا على النظر في الصفحة القديمة وتجعل عيشنا نكدا تكثر فيه الحوادث باسم الجهل،بينما التكوين الثاني يجعلنا نطوي ونقلب صفحات وصفحات،والأهم من ذلك أنه يقوم العيش بإبداع وبفكر نسعد له وتستعد له الذرية والأبناء،ما يجعل حياتنا فيها تعايش سليم بتأقلم مع مجريات الكون والأصقاع.
فالتقدم والتغيير،لا محالة يأتي بالفكر،وكل الامم تحسب قوتها بقوة مفكريها وكتابها،ولكننا للأسف،لا زلنا لا نؤمن بذلك،ولا زلنا ننظر إلى الفكرة والكتابة على أنها ترف،فيما هي أصل ومهد إنطلاق.