عذراُ أيها "القائد"

عذراُ أيها "القائد"

وأنا أطالع بعض الأخبار على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" إذ بي أقف على خبر مفاده أن أعضاء المجلس الجماعي لجماعة عين الزهرة يضعون استقالتهم بين يدي السيد عامل إقليم الدريوش من أجل ما سموه استغلال السلطة، والشطط فيها من طرف قائد قيادة عين الزهرة.
فخطر ببالي وتذكرت أنني سمعت ومنذ بداية تعيين هذا الأخير أن هناك فئة تتربص به، وتريد أن تبقى على ما كانت عليه في السابق من"السيبة"في عين الزهرة. واليوم أعلنوها صراحة ووقعوا عليها.

فكلنا يعلم أن الذي شاب على شيء شب عليه، فمن اعتاد على الفساد لن يستسيغ الإصلاح، ومن اعتاد على الظلم لن يتحمل العدل، ومن اعتاد على الرشوة في تقديم الخدمات لن يتحمل مجانيتها ومن اعتاد على قائد سكير يوافقهم في كل ما أرادوه لن يقبلوا بمن يطبق القانون، ومن اعتاد على الفوضى في السوق لن يقبل التنظيم فيه، ومن اعتاد على شراء وبيع رخص البناء لن يقبل تقديمها قانونيا ومن اعتاد - من الأغنياء- الاستفادة من المساعدات التي يرسلها صاحب الجلالة لن يقبل تقديمها للفقراء والمستحقين لها، ومن اعتاد الاستئثار بالدقيق المدعم لن يقبل أن يستفيد منه من كان أهلا لذلك، ومن اعتاد على الاستئثار بالشعير  لن يقبل أن يشاركه في ذلك الفلاحون البسطاء.. وهذه الأخيرة كانت القشة التي قسمت ظهر البعير.

فعذراً أيها القائد، فإننا آسفون على ما أقدم عليه هؤلاء.
فأنت الذي قلصت من الفساد في هذه البلدة النائم أهلها.
فأنت الذي انتزعت "المساعدات" من أيدي الأغنياء والمسؤولين وقدمتها للفقراء والأرامل واليتامى..
أولست أنت الذي جعلت "المقدام"و"الشيوخ"يحضرون في مكاتبهم؟ بعدما كنا بالكاد نجدهم.
أولست أنت الذي جعلنا نخاف من تقديم الرشاوي؟ بعدما كنا لا ندخل للقيادة والجماعة إلا و"القهوة" معنا.
أولست أنت الذي حاربت بائعي المخدرات والخمور قبل دخول الدرك الملكي؟ بعدما كان يُباع علانية.
أولست الذي حاربت المفسدين وحدك وبقيت صامدا رغم كل الإغراءات؟
أولست الذي حارب البناء العشوائي؟
أولست..أولست..؟

فكان لزاما أن يواجهوك ويكيدوا لك كيدا ليخرجوك من هذه البلدة، لعلهم يجدون من يوافقهم في فسادهم وإفسادهم.
فعذرا أيها القائد ما بيدنا حيلة سوى هذه الكلمات.

وفي الختام نقول للذين لم ولن يعجبهم كلامنا هذا والذين سيتهمون أشخاصا كعادتهم، ليتقربوا إلى أسيادهم وليوقفوا صوت الحق الذي ما بعده إلا الضلال: نحن ماضون في بيان ما نراه حقا والتحذير مما نراه باطلا ولن نسكت عن ذلك، كما أننا نعلم أنكم ستُوصلون الخبر لأسيادكم وأولياء نعمتكم لأنكم رضيتم بالقعود معهم والدفاع عنهم. فلتلتمسوا لهم الأعذار ولتدافعوا عنهم وليخرس المواطنون، وسنظل نكتب ونكتب مهما كانت الظروف تارة بأسمائنا فيما نراه سالما لنا، وتارة بأسماء مستعارة فيما نرى أنكم لن تتقبلوه من باب"ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة".. ولهذا كله وغيره سيكون المقال القادم "أقلام مشبوهة".