Www.AinZora24.Com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Www.AinZora24.Com


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتاملات عن ركن الزكاة وخواطر عن عاشوراء .. DNkvv0

 

 تاملات عن ركن الزكاة وخواطر عن عاشوراء ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالقادر الزعيم
.عضو مميّز
عبدالقادر الزعيم


عدد المساهمات : 677
تاريخ التسجيل : 21/06/2011

تاملات عن ركن الزكاة وخواطر عن عاشوراء .. Empty
مُساهمةموضوع: تاملات عن ركن الزكاة وخواطر عن عاشوراء ..   تاملات عن ركن الزكاة وخواطر عن عاشوراء .. Emptyالثلاثاء 12 نوفمبر 2013 - 17:11



يوم الجمعة 04محرم 1435

08 - 11 - 2013

الموضوع : تاملات عن ركن الزكاة وخواطر عن عاشوراء

مقدمة

عباد الله، اتقوا الله تعالى حق تقاته، والزموا طاعته ومرضاته، واعملوا بما نزل على نبيكم من أحكامه وآياته، وإياكم والذنوب فإنها شؤم على العبد في الدنيا وبعد مماته، يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا [النبأ: 40]
أيها المسلمون، بالأمس القريب استقبلنا عاما هجريا جديدا، بعدما أودعنا عاما آخر في رفوف الماضي بما حمله هذا الماضي من آمال وآلام، وما حواه من بر وإحسان، أو ما حمّلناه من آثام وعصيان، يأتي يوم القيامة وقد حملناه ما حملناه ليكون شاهدا لنا أو علينا، شاهدا لنا بالطاعات أو شاهدا علينا بالمعاصي والسيئات، وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ  هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ  فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ  وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ [الجاثية: 28-31].

إن توالي الأعوام والدهور يذكر الناس بما هم مقبلون عليه من موت ونشور، وهو موعظة لمن أعلى المساكن والقصور، بأن موعده قد دنا ليسكن اللحود والقبور، ثم ليخرج منها إلى جنات وحور أو إلى نار تلظى وتبور.
وقت الزكاة
أيها الإخوة الكرام، جرت عادة الكثير منا أن يخرج زكاة ماله في بداية السنة الهجرية، وتحديدا يوم عاشوراء، وهذا الأمر فيه نظر؛ لأن الشرع لم يوجب إخراجَ الزكاة في يوم عاشوراء، ولكن أوجبها عند تمام الحول على النصاب، ولا يهمّ في أي شهر بدأ العدّ على الحول، والسنة المعتبرة شرعا هي السنة الهجرية أي: 354 يوما، فلا يجوز تقديمها إلاّ لضرورة أو لحاجة ماسة، كما أن مؤخّرها يعاقب على التأخير، شأنها شأن الصلاة، فإن لها وقتًا معلوما يجب أن تؤدّى فيه.
الزكاة رقم 3 في اركان الاسلام
أيها الإخوة الأفاضل، اعلموا ـ وفقني الله وإياكم ـ أنه لا بد من معرفة تفاصيل أحكام الزكاة وشروطها، وبيان من تجب عليه ومن تجب له وما تجب فيه من الأموال، فالزكاة أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، كما تظاهرت بذلك دلالة الكتاب والسنة، وقد ذكرت فريضة الزكاة في القرآن الكريم ثلاثين مرة، واجتمع ذكرها مع الصلاة في سبعة وعشرين موضعًا، مما يدل على عظم قدرها وفخامة أمرها،

بل جعلها الله في مواضع من كتابه من لوازم الإيمان، وجعل تركها من خصال المشركين المكذّبين بيوم الدين, حتى قال صديق هذه الأمة أبو بكر رضي الله عنه:
(لأقاتلنّ من فرّق بين الصلاة والزكاة)، قال الله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ، وقال سبحانه: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ، وقال النبي : ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة, وإيتاء الزكاة)) الحديث،
وقد أجمع المسلمون على فرضيتها، وأنها الركن الثالث من أركان الإسلام, وعلى كفر من جحد وجوبها, وقِتال مَن منع إخراجها، وقيل بكفر من لم يخرجها تهاونًا قياسا على الصلاة، لمن حكم على تارك الصلاة تهاونًا.
وعلى العموم فإن تارك إخراجها تهاونًا هو في شرّ عظيم، ومن أداها معتقدًا وجوبها راجيًا ثوابها فليبْشر بالخير الكثير والخلف العاجل والبركة، قال الله تعالى: وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ، وقال تعالى: مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُنبُلَةٍ مّاْئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ.
فرضت الزكاة في السنة الثانية للهجرة النبوية, وقيل: إنها فرضت والنبيّ  في مكة، ومما يدل على ذلك أنها ذكرت في السور التي نزلت بمكة كسورة البينة وغيرها، وجمعَ بعضهم بين القولين فقال: "فرضت الزكاة بمكة، لكن تأخّر العمل بها إلى العهد المدني".
وقد بعث رسول الله  السعاةَ لقبضها وجبايتها لإيصالها إلى مستحقيها, ومضت بذلك سنة الخلفاء الراشدين وعمل المسلمين.
نصاب الزكاة
أيها الإخوة الكرام، كلنا يعلم أن للزكاة سببًا وشرطًا، فالسبب هو بلوغ النصاب، وهو ما قيمته 85 غراما من الذهب
اذا حال الحول عليه ..
وإن مما تجب به الزكاة عروض التجارة، وهي ما أعده الإنسان للبيع والاتجار به، من حيوان وعقار وأثاث ومتاع وأوان وغير ذلك، كلّ شيء عندك للتجارة فهو عروض تجارة، إذا حال عليه الحول فقوِّمه كم يساوي ثم أخرج ربعَ عشر قيمته.

أما بعد: عباد الله، إنّ الزكاة مواساةٌ من الأغنياء لإخوانِهم الفقراء، مواساة لهم وتضميدٌ لجراحهم وإسعاف لهم في مهمّاتهم وملمّاتهم. إنّ أداءَ الزكاة يقوّي الروابطَ بين أفرادِ المجتمع المسلم، بين غنيّه وفقيره، يقوّي الروابطَ بينهم، فالنفوس مجبُولة على حبِّ من أحسن إليها، وعلى مودّة من أحسنَ إليها، فإذا أدّى الأغنياء زكاةَ أموالِهم لإخوانِهم الفقراء تقوّت أواصرُ المودّة وارتبَط الجميع بعضه ببعض، ومِن فوائدِها تقليص الجرائمِ وإغناء النّفوس عن التطلّع إلى طلبِ المال بالوسائل المحرّمة، وفيها شكر الله والثناءُ عليه والاعتراف له بالفضل والإحسان.
أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى، أدّوا ما أوجب الله عليكم في أموالكم التي رزقكم الله تعالى،
فإن بعض المسلمين تساهلوا في هذا الركن العظيم، إن بعض المسلمين لا يؤدّون زكاة أموالهم والعياذ بالله، لقد أخرجكم الله ـ يا عباد الله ـ من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئًا، ولا تملكون لأنفسكم نفعًا ولا ضرًا، ثم يسر الله لكم الرزق، وأعطاكم ما ليس في حسابكم، فقوموا بشكره، وأدوا ما أوجب عليكم؛ لتبرأ ذممكم، وتُطهّروا أموالكم، واحذروا الشح والبخل بما أوجب الله عليكم، فإن ذلك هلاككم ونزع بركة أموالكم.
أيها الإخوة الأفاضل، روى أحمد عن أبي واقد الليثي أنه مما كان يتلى من القرآن ثم رفِع قوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا الْمَالَ لإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ)، فمن عطّل المال عن حكمته حقّ عليه العقاب في الدنيا والآخرة،

العقاب
أما العقاب في الدنيا فنوعان:
نوع عام لا يدفع عن أحدٍ بسبب الظالمين المانعين للزكاة، وهو ما رواه الحاكم والبيهقي مرفوعًا: ((ما منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر))، وفي رواية لابن ماجه: ((لم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنِعُوا القَطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا)).

ونوع آخر وهو عقاب خاصّ بمانع الزكاة في الدنيا، وهو أن تؤخَذ منه مع شطر ماله، فقد روى أحمد عن معاوية بن حيدة قال: قال رسول الله  في الزكاة: ((من أعطاها مؤتجرًا فله أجرها، ومن منعها فإنّا آخذوها وشطر ماله)).
ولم يقف الإسلام عند هذا، أي: عند الغرامة المالية، بل أوجب سلّ السيوف وإعلان الحرب على كل من تمرّد ولم يبال بأداء الزكاة، فلم يبال الشرع بإزهاق الأرواح لذلك، فقد أجمع الصحابة رضوان الله عليهم على قتال مانعي الزكاة حتى يؤدّوها كما جاء في الصحيحين، ولعل الدولة الإسلامية في عهد الصديق هي أول دولة في التاريخ تقاتل من أجل حقوق الفقراء والمساكين والفئات الضعيفة. هذا هو العذاب في الدنيا، ولَعذابُ الآخرَةِ أكبَرُ لَو كانُوا يَعلَمونَ.
فما هو عذاب الآخرة؟
أيها الإخوة الكرام، هؤلاء الذين بخلوا على الله عز وجل ولم يؤدوا هذا المقدار البسيط الذي أوجبه الله عليهم في أموالهم ..

ألم يقرؤوا الوعيد بالنيران في كتاب الله عز وجل لمن بخل بما آتاه الله؟! قال الله عز وجل: وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا ءاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَللَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاواتِ وَالأرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ،
وقال تعالى: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ.
روى البخاري عن النبي  في تفسير الآية الأولى:
((من آتاه الله مالاً فلم يؤدّ زكاته مُثّل له شجاعًا أقرع ـ وهي الحية الخالي رأسها من الشعر لكثرة سمها ـ مثّل له شجاعًا أقرع له زبيبتان، يطوّقه يوم القيامة، يأخذ بشدقيه، يقول: أنا مالك، أنا كنزك)).
وروى مسلم عن النبي  في تفسير الآية الثانية: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ قال: ((ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي فيها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها في نار جهنم، فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلما بردت أعيدت، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضَى بين العباد)).
فيا من تتهاونون في دفع زكاة أموالكم، تأملوا الحديث، فوالله لا يحمى على الذهب والفضة في نارٍ كنار الدنيا،

إنما يحمى عليها في نار أعظم من نار الدنيا بتسعة وستين جزءًا، ولا يكوى بها طرف من الجسم فقط، وإنما يكوى بها الجسم من كل ناحية: الجباه من الأمام، والجنوب من الجوانب، والظهور من الخلف. إن هذا العذاب ليس في يوم ولا شهر ولا في سنة، ولكن في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.
أيها المسلمون، عن ابن أبي كبشة أن النبي  قال: ((ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم بحديث فاحفظوه: ما نقص مال من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله بها عزة،
وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)). فبين بهذا الحديث وأكد بالقسم أن الصدقة لا تنقص المال إذا خرجت منه، بل تباركه وتنميه وتزكيه، ولقد وعد الله المزكين بتيسير أمورهم لليسرى، فقال جل من قائل: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى  وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى  فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى  وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى  وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى  فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى  وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى[الليل: 5-11] أي: إذا بخل بزكاته وصدقته.

روى الهيثمي والطبراني عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله : ((ما تلف مال في بر ولا في بحر إلا بحبس الزكاة)).
وروى الطبراني في الصغير عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : ((مانع الزكاة يوم القيامة في النار))
وروى البزار عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : ((ما خالطت الصدقة ـ أو قال: الزكاة ـ مالا إلا أفسدته)).

قال الحافظ ابن حجر: "هذا الحديث يحتمل معنيين: أحدهما: ما تركت الزكاة في مال ولم تخرج منه إلا أهلكتها، والثاني: أن يأخذ الرجل من الزكاة فيضعها في ماله فتهلكه".
ومما هو معلوم ـ أيها الإخوة الكرام ـ أن الزكاة لا تنفع ولا تبرأ بها الذمة حتى يخرجها على الوجه المشروع، بأن يصرفها في مصارفها الشرعية في الأصناف الثمانية التي ذكر الله تعالى في قوله سبحانه: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة: 60].
فيا عباد الله، يا من آمنوا بالله ورسوله، يا من صدّقوا بالقرآن وصدقوا بالسنة، ما قيمة الأموال التي تبخلون بزكاتها؟! وما فائدتها؟! إنها تكون نقمة عليكم، وثمرتها لغيركم، إنكم لا تطيقون الصبر على وهج الحر أيام الصيف، فكيف تصبرون على نار جهنم؟!
فاتقوا الله عباد الله، أدوا زكاة أموالكم طيبة بها نفوسكم، تنجون من عذاب ربكم.

عاشوراء

ولقد جعل الله فاتحة العام شهراً مباركاً تشرع فيه الطاعة والعبادة، وكأنه يعلم عباده أن يستفتحوا كل أمر بطاعته وتقواه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)) [مسلم:1163
فهذا الحديث صريح الدلالة على تفضيل الصوم في هذا الشهر المحرم،
من أسماء شهر المحرم :

وكانوا يسمون شهر المحرم شهر الله الأصم لشدة تحريمه. [لطائف:83]. قال أبو عثمان النهدي: كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان والعشر الأول من ذي الحجة والعشر الأول من المحرم. [لطائف:84]. وقال قتادة: إن الفجر الذي أقسم الله به في أول سورة الفجر هو فجر أول يوم من المحرم تنفجر منه السَنة. [فتح القدير:5/429].
ومما اختص به شهر الله المحرم يومه العاشر وهو يوم عاشوراء.
وهذا اليوم يوم مبارك معظم منذ القدم.
فاليهود ـ أتباع موسى عليه السلام ـ كانوا يعظمون يوم عاشوراء ويصومونه ويتخذونه عيداً لهم، ويلبسون فيه نساءهم حليهم واللباس الحسن الجميل ،، وسر ذلك- عندهم - أنه اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه

السلام من فرعون.
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة
فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ((ما هذا؟)) قالوا: هذا يوم صالح نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى. [البخاري ح 2004 ومسلم ح 1130].
وكذلك النصارى كان لهم حظ من تعظيم هذا اليوم، والظاهر أنهم في هذا تبع لليهود،
وحتى قريش فإنها على وثنيتها وعبادتها الأصنام كانت تصوم يوم عاشوراء وتعظمه! تقول عائشة رضي الله عنها: (كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله يصومه في الجاهلية) [البخاري ح 2002 ومسلم ح 1129].

وأما سر صيامهم هذا، فلعله مما ورثوه من الشرع السالف، وقد روى الباغندي عن عكرمة أنه سئل عن ذلك فقال: (أذنبت قريش ذنبا في الجاهلية فعظم في صدورهم، فقيل: صوموا عاشوراء يكفر ذلك).

* عاشوراء في الاسلام :
حين جاء الإسلام، وهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ورأى اليهود يصومون هذا اليوم فرحاً بنجاة موسى قال: ((أنا أحق بموسى منكم)) فصامه وأمر بصيامه. [متفق عليه].
* فضائل يوم عاشوراء :
1) صيامه يكفر السنة الماضية : ففي صحيح مسلم أن رجلا سأل رسول الله عن صيام عاشوراء فقال: ((أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)). تحري الرسول صلى الله عليه وسلم صيام هذا اليوم: روى ابن عباس قال: (ما رأيت النبي يتحرى صوم يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء) [البخاري]. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء)) [رواه الطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات].
2) وقوع هذا اليوم في شهر الله المحرم الذي يسن صيامه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام بعد صيام رمضان شهر الله المحرم)) ا[لترمذي وقال: حديث حسن].

وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصومون فيه صبيانهم تعويداً لهم على الفضل ..
فعن الربيع بنت معوذ قالت أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: ((من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم)) قالت:
فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار. [البخاري].
وكان بعض السلف يصومون يوم عاشوراء في السفر، ومنهم ابن عباس وأبو إسحاق السبيعي والزهري،
وكان الزهري يقول: رمضان له عدة من أيام أخر، وعاشوراء يفوت، ونص أحمد على أنه يصام عاشوراء في السفر. [لطائف:121].

* والسنة في صوم هذا اليوم أن يصوم يوماً قبله أو بعده، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)) [مسلم ]
وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد ( 2/76) أن صيام عاشوراء ثلاث مراتب :
1ـ صوم التاسع والعاشر والحادي عشر وهذا أكملها .
2ـ صوم التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث
3ـ صوم العاشر وحده. ولا يكره ـ على الصحيح ـ إفراد اليوم العاشر بالصوم كما قاله ابن تيمية رحمه الله في الاختيارات ص101.
* بدع عاشوراء :
وأما ما ورد في بعض الأحاديث من استحباب الاختضاب والاغتسال والتوسعة على العيال

في يوم عاشوراء فكل ذلك لم يصح منه شيء، قال حرب: سألت أحمد عن الحديث الذي جاء في من وسع على أهله يوم عاشوراء فلم يره شيئاً. [لطائف:125].
وقال ابن تيمية : لم يرد في ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين … ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئاً … لا صحيحاً ولا ضعيفاً … ولا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة. [مجموع الفتاوى:25/299-317]. قال ابن رجب: وأما اتخاذه مأتما كما تفعل الرافضة لأجل قتل الحسين فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً،



  ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء
وموتهم مأتماً فكيف بمن هو دونهم. [لطائف:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تاملات عن ركن الزكاة وخواطر عن عاشوراء ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الزكاة وعاشوراء ...
» فضل صيام يوم عاشوراء
» فضل صيام يوم عاشوراء
» ...صيام يوم عاشوراء... 23 و 24 / 11 / 2012
» فضائل يوم عاشوراء ....... خطبة الجمعة .........

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Www.AinZora24.Com :: منتدى الأخبار :: قسم خاص بخطب الجمعة للأئمة والوعاظ المنتدى عينزورة24-
انتقل الى: