حـــــــــــاجة الإنسانية الى الإسلام ورســـــــــــــــــــــوله صلى الله عليه وسلم
4 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
عياد زروال .عضو مميّز
عدد المساهمات : 498 تاريخ التسجيل : 10/08/2011
موضوع: حـــــــــــاجة الإنسانية الى الإسلام ورســـــــــــــــــــــوله صلى الله عليه وسلم السبت 29 سبتمبر 2012 - 16:11
الحمد لله رب العالمين
أما بعد
"تأخذنا الغيرة، وتستبدّ بنا الحمية، ويحرق قلوبنا الأسى والغضب؛ ونحن نرى ونسمع سهام التطاول والبذاءة، وألسنة السوء والفحش تمتد إلى أطهر إنسان، وأعظم نبي، أرسله الله للعالمين، خاتمًا للنبيين وإمامًا للمرسلين ورحمةً
للعالمين، صاحب السيرة العطرة، والمنهج العظيم، والخلق الكريم.
ويزداد هذا الأسى ويتعاظم الحزن حينما ندرك أن العالم كله الآن في مسيس الحاجة لمن ينقذ البشرية كلها من طغيان المادية الجارفة، والانحلال الأخلاقي، والخواء الروحي، والظلم الاجتماعي، والتمييز العنصري، ومن اختلال القيم
والموازين والأعراف والقوانين؛ مما أدى إلى تعاسة الإنسان وانتهاك حقوقه وامتهان كرامته، والتي وصلت إلى التعذيب والاغتصاب وسفك الدماء وقتل النساء والأطفال بلا وازع من دين أو خلق أو ضمير." من كلام محمد بديع
أيها الأحبة إنه لمن دواعي الألم والقلق والحزن أن يساء الى نبي كريم شهد له ربه بالأخلاق العظيمة والصفات الحميدة ، أخلاقه لا تغادره أينما حل وارتحل حتى مع الأعداء ، وما ثبت في التاريخ أنه انتصر لنفسه قط إلا أن
تنتهك حرمات الله تعالى ... إن حب الخير في قلب رسول الله صلى الله عليه للإنسانية جمعـــــــــــــاء لا يمكن أن يدركه إلا من قرأ حياته وسيرته المباركة وهو يدعو الناس الى الحق المبين المنقذ من الجحيم ...على مرأى ومسمع
من جميع المؤمنين، وفي المكان الجامع يوم عرفة أنزل الله عز وجل بيانه فقال:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} ،
بكي أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآيه..
فقالوا له: ما يبكيك يا أبو بكر أنها آية مثل كل آيه نزلت على الرسول ..
فقال : هذا نعـــــــــــــــــــي رسول الله ..
وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم .. وقبل الوفاه بـ 9 أيام نزلت آخر آيه من القرآن
( واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون( .
وبدأ الوجع يظهر على الرسول
فقال : أريد أن أزور شهداء أحد
فذهب الي شهداء أحد ووقف على قبور الشهداء
وقال :( السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وإني إن شاء الله بكم لاحق
وأثناء رجوعه من الزياره بكي رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالوا: ما يبكيك يا رسول الله ؟
قال: ( اشتقت إلي إخواني )
قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟
قال : ( لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ( ..
اللهم إنا نسالك أن نكون منهم ، هكذا كانت خاتمة أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم : شملت الشهداء والأحياء من الصحابة والذين يأتون من بعدهم ذرف عليهم البكــــــــــــــاء ... الله الله الله في رسول الله صلى الله عليه
وسلم كيف يجرأ هؤلاء الى التطــــــــــــــــاول والإساءة ...
أيها الإخوة الكرام فالإسلام رحمة الله لعباده، والنعمة الكبرى على عباده، والمنهج الحق بين عباده حتى يعيشوا في سلام{ فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}[ المائدة 48]
الإسلام ما عرض على إنسان سوي محايد ورفضه أبداً.. لأنه دين يوحد الخالق[ بغير شريك ولا شبيه ولا منازع] وينزه الله تعالى عن كل وصف لا يليق بجلاله فإنه{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} فهو سبحانه {بَدِيعُ
الإسلام دين يؤاخي بين أنبياء الله ورسله وبين رسا لاتهم بغير تفريق ولا تمييز، قال رسول الله: "مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنياناً، فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به
الإسلام يؤاخي بين الناس جميعاً، ويردهم إلى أب واحد{ كلكم لآدم وآدم من تراب}{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ..}[الأعراف 189] يضع الخلق أجمعين، في وضعهم الصحيح: عباداً للخالق العظيم الذي خلقهم لعبادته
بما أمر، وللقيام بواجبات الاستخلاف في الأرض على أفضل وجه ممكن، وإقامة عدل الله فيها إلى أجل مسمى ثم يعود بعدها كل واحد منهم إلى خالقه، فيحاسبهم على ما قدموا في الدنيا، ويجازيهم بما عملوا فيها، فإما خلود في الجنة أبداً، أو خلود في النار.
الإسلام يتصور الحياة وحدة إنسانية، غايتها التعارف والتعاون بين جميع بني البشر، ولا يتصورها أبداً صراعاً بين طبقات، ولا حروباً بين الشعوب، ولا عداوة بين الأجناس، فهو يلغي كل صور العصبيات الدينية والعرقية،
فالحضارات في ميزان الإسلام تتكامل ولا تتصارع، وأنها تراث الإنسانية كلها الذي يجب أن يحرص الجميع عليه ويصونوه ويعتزوا به، ويجعل وسيلة التمايز الوحيدة بين الناس هي تقوى الله ومخافته، ومراقبته في السر والعلن،
والاستعداد الصادق للقائه.
الإسلام اعتبر الإنسان مخلوقا كريما كرمه ربه، وزوده بالمواهب والطاقات، وعلمه البيان، هذا التكريم للإنسان في واقع الحياة بوصفه إنساناً، بقطع النظر عن دينه وجنسه ولونه ووطنه، فقال: { ولقد كرمنا بني آدم}. فأكد
الإسلام حرمة الدم البشري فحرم سفكه إلا بالحق ولا فرق في هذا بين إنسان وإنسان قال تعالى:{ ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}.