كنت ألح عليه دائما هذا الحوار لكنه كان دائما يرفض. إلا أنه اليوم أبى إلا أن يفتح لي قلبه لأول مرة.
- الصحفي: لماذا كنت ترفض الدخول في حوار معي.
- الحمار: لا حوار مع الإنسان.
- الصحفي: ما رأيك في المدينة؟
- الحمار: أي مدينة.
- الصحفي: عين الزهرة.
- الحمار: ظننتك تقصد بالمدينة "المقبرة"، فهي مجموعة من الأموات. أما المدينة عين الزهرة.فلا أعرف عنها شيئا.
- الصحفي: ما الفرق بين معشر الإنسان و بنو الحمير؟
- الحمار: شكرا... كاد الصحفي أن يكون صحابيا جليلا. هذا سؤال مهم: فمجتمعنا نحن بنو الحمير مجتمع راقي،واعي، حر، نعبر بنهيقنا كيفما ووقت ما نشاء ، انتم معشر الإنسان لا زلتم في عصور أوهام الديمقراطية و العولمة و الكذب و النفاق العالمي الذي كان سببا في طريقنا نحن بنو الحمير إلى الانقراض.
الصحفي: لو سمحت سيدي ... يصفكم المجتمع الإنساني بأنكم محور للشر لأنكم تعتدون على فدادين الغير و إتلاف المحاصيل الزراعية، و لديكم أنكر الأصوات كما أنكم متخلفون يضرب بكم المثل في الجهل و البلادة؟
صاح بانفعال بعدما أدار أذنيه إلى الخلف قائلا: أو تظنني حمار سرك أو تراني اجر عربة أراد الانصراف في غضب. لكنني أقنعته بأنه حر إن كان لا يريد الإجابة على سؤالي : فأصر على الإجابة قائلا في هدوء .
نعم لدينا أنكر الأصوات، لكن و الله لا نبيع"أصواتنا" في الانتخابات، نعم نحن بلدا جهلا، فأنت أيها الإنسان الواعي، أرأيت من قبل حمارا يطارد أخاه في أفغانستان أو جحش يقتل آخر في فلسطين آو العراق ، فنحن من يحرث الأرض و يتحمل الصعاب فنحن لسنا محور شر بل أنت الإنسان هو الشر بنفسه، من صنع السلاح و الحروب و العنف . كنا نعيش في هناء و سلام و انتم من حمل السلاح و أجبرنا نحن على حمل الأثقال، نعم انتم عقلاء لكن في الغش و الفساد و التدليس انتم يا معشر الإنسان عار على الكرة الأرضية.
الصحفي: أراك كجميع الحمير بهذه الضخامة و القوة و نرى صبيا و شيخا ينهال عليكم بالضرب و أحيانا بدون أي مبرر لماذا لا تفكرون حتى في الدفاع عن أنفسكم؟ أهل هو الخوف من العواقب؟
الحمار: لا ...و ألف لا ... قد نقتل أو نموت أمران متشابهان بالنسبة لنا... لكننا أصحاب ضمير حي فنخن دائما مع السلام ... نحن ضد كل أشكال العنف ...فمجتمعنا ...
لكن ما فتئ ينهي كلامه حتى استرخت أذناه مقوسا ظهره داخل بطنه قبل أن تنهال عليه ضربات عجوز اجبره على الأعمال الشاقة منذ عقود.
